نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
اصناف
وأما القسة فأول ما كان معناها القرية بالياء المثناة؛ لأن في معنى هذه المادة ما يدل على الإبل، والإبل لا تكون في أغلب الأحيان إلا في القرى، قال اللغويون: قس الإبل قسا: أحسن رعيها وساقها، وقست الناقة: رعت وحدها، والقس صاحب الإبل الذي لا يفارقها، فيرجح أن يكون معنى القسة القرية، وفيما بقي من هذه المادة ما يؤيد هذا المعنى، فلتراجع.
وقالوا: أمر مدعمس ومدغمس ومدخمس ومدهمس ومتهمس أي مستور، ولا جرم أن الأصل هو من مادة «د م س» من دمس الظلام دموسا: اشتد، ودمس الإهاب غطاه ليمرط شعره، والدمس من الأمور: العظام، والدمس أي ما غطي، يقال: شيء دمس أي مغطى، ثم زادوا المادة هاء في الوسط؛ ليدلوا بها على اشتداد الأمر وهي تزاد كذلك للتعظيم على ما ورد مثله كثيرا في اللغة، وأما سائر الأحرف فمبدلات منها، والتصحيف في العربية شيء كثار لا يقدر.
الاحتباء في التصحيف أو الاحتباء
يقال: احتبى فلان في تصحيف الكلمة: إذا قرأ الكلمة ناقلا نقطة حرف، أو نقطتي حرف، إلى حرف آخر، وقد أحدث هذا الاحتباء أوهاما وأغلاطا شنيعة، وربما لم يحدث أدنى ضرر، فمثال الضرر ما جاء في أصل هذا المثل وهو: «أجهل خاصي المخنثين»، فقد قيل: إن جماعة من المخنثين، كانوا في المدينة في خلافة سليمان بن عبد الملك الأموي، فأرد أن ينفيهم منها، وكان عامله فيها أبا بكر عمر بن حزم، فكتب إليه يقول: أحص من عندك من المخنثين، واتفق أن نقطة من السطر الأعلى وقعت فوق الحاء فصارت خاء، فخصاهم.
وقد يسبب هذا التصحيف كلما جديدة من غير أن يحدث فيها معاني حديثة، فقد قالوا مثلا: العترب والعنزب والعيرب وهو السماق (راجع اللسان والتاج).
الحال والخال والجال بمعنى الراية (اللسان والتاج في حول وفي مادة كل لفظة).
الفرزوم والقرزوم: خشبة مدورة يحذو عليها الحذاء ونوع من الثياب يقال له: المرط أو المئزر.
القلز والقلز كالفلز والفلز: النحاس الذي لا يعمل فيه الحديد والرجل الشديد.
النخاريب والتخاريب: خروق كبيوت الزنابير والثقب التي يمج النحل العسل فيها.
وفي الحديث: «إن أخنع الأسماء عند الله ، ملك الأملاك.» ويروى: أنخع الأسماء وأنجع وأنخى (راجع النهاية لابن الأثير وتاج العروس).
نامعلوم صفحہ