127

نور

النور لعثمان الأصم

اصناف

وقال سبحانه: { منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى } .

وقال: { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } فهذا دليل من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } . وبالله التوفيق.

الباب الحادي والأربعون والمائة

في اختلاف الموحدين

هل يبعث الله الخلق أجمع أم بعضهم؟

اختلف الموحدون، في بعث الخلق.

فقال من قال: إن كل شيء خلقه الله عز وجل، وأخرجه من العدم إلى الوجود يبعث يوم القيامة.

وقال من قال: يبعث الله كل ذي روح. ويوجد أنه من اعتقد أن الله يبعث كل ذي روح، فهو سالم. ومن اعتقد أن الله يبعث كل شيء خلقه، فهو سالم ما لم يخط أحدهما الآخر.

فحجة من قال: إن الله يبعث كل ذي روح: قوله تعالى: { وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون } .

وقال الآخرون: إنه ليس في هذه الآية دلالة، على أنه لا يبعث إلا ذوات الأرواح. وإن من كان من غير ذوات الأرواح، فلا يعاد. وقد قال الله: { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده } وهذه عامة. وما كان عاما، فهو على عمومه، إلا أن تقوم دلالة على نسخه وتخصيصه، وحجة واضحة من كتاب الله، أو سنة، أو إجماع. وقد قال الله تعالى: { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها

في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم } الآية. فهذا ليس من ذوات الأرواح.

وقال تعالى: { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } . وقال تعالى: { وأخرجت الأرض أثقالها } . وبالله التوفيق.

الباب الثاني والأربعون والمائة

في الرد على من قال: إن قبل يوم القيامة بعث

عن الشيخ أبي الحسن البسياني:

صفحہ 127