نور وقاد
النور الوقاد على علم الرشاد لمحمد الرقيشي
اصناف
المسألة الثانية : في التفاخر بالآباء والأكابر والأفعال والهيئات ونحوها فإنه حرام لقوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وأن التفاخر ثمرة العجب وأول من قاله إبليس لعنه الله في قوله آدم لما أمره الله بالسجود قال أنا خير منه لأن أصلي خير من أصله بقوله إنك خلقتني من نار وخلقته نم طين فافتخر بأصله وفي النيل وشرحه قال ولا يتفاخر بآباء وأكابر كسلاطين كل وبخصال المفاخر أو من ينسب إليه قال الشيخ أحمد بن محمد بن بكر رحمهم الله أصل الفتنة الحمية والعصبية على غير سبيل الحق فإن قام به القتال صار قتالهم فتنة وبغيا من الفريقين جميعا ويكون أول ابتدائهما قتالا حراما عليهما أجمعين ثم يكون حراما على من كان له حلالا أولا فما كان أصله على حمية يقع على باطل وتعصب دنيوي شبهة بالتعصب بالعمامة لأنها تنفع الرأس كتنازع وتفاخر على تكثير بما كانوا فيه من دنياهم كقولهم أنا ممن لا يجري عليه ما يجري على أهل البلد وأنا لا يسبقنا أحد في فتح أمر بلد كذا أو باب كذا وأنا أشرف نسبا منكم إلى غير ذلك كله محرم بقوله تعالى : ( أن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ولله در ابن النظر حيث قال :
( وما كتقوى الله من منصب ولا كفخر الحق من فخر )
وكذلك لا يجوز القتال على مباح كماء في فلاة وكلاء أو غيرها من المباحات التي تشترك فيها الناس أو إذا سبق إليه أحدهم أخذ حقه منه فجاء غيره فقاتل عليه فهو محق ومقاتله مبطل ولو كان التفاخر صدقا ويزيدون إليه بإعجابهم كذبا ولو كان ذلك في زمان قديم وينشأ منه التفاخر بعد مدة طويلة فكل قتال تشاء منه فهو فتنة وحرام وخصوصا أن ينشأ منه في الحال وإن كان كذبا فهو فتنة ومعصية إن نشأ عنه قتال وإذا لم يكن عليه قتال فهو معصية بوسوسة الشيطان وخذلان الرحمن .
صفحہ 114