43

نور وهداية

نور وهداية

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

جدة - المملكة العربية السعودية

اصناف

«اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى» (١). وإذا كان الحديث الماضي دستورًا للفرد فهذا الحديث دستور للفرد وللجماعة وللواحد وللدولة. * * * والناس يتحاسدون في الغنى وفي الجاه: ترى من هو أغنى منك أو أوجه فتغبطه ترجو أن تكون مثله، وربما حسدتَه فتمنيت أن تكون أنت مكانه. فبيّن الرسول ﷺ أن هذا كله أقل من أن يُحسَد عليه، كله لا قيمة له، لا المال ولا الجاه، والحسد شر كله، فإن جاز يومًا فإنما يجوز في إحدى منزلتين: منزلة الغنيّ الذي يجود بماله في الخيرات، في الصدقات وأعمال البِرّ، ومنزلة العالِم الذي يعلّم الناس ما ينفعهم عند ربهم، أو يكون قاضيًا فيقضي بينهم بعلمه قضاء الحق. قال ﷺ: «لا حسد (أي لا غبطة) إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلّطه على هَلَكَته بالحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلّمها» (٢). * * *

(١) أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي وأبو داود (مجاهد). (٢) الحديث أخرجه الشيخان والترمذي وابن ماجه وأحمد. ومعنى قوله «هلكته» أي إنفاقه، يفسّره لفظُ الحديث في رواية أخرى عند البخاري وأحمد: «فهو يهلكه بالحق» وفي رواية ثالثة «فهو ينفقه في الحق» (مجاهد).

1 / 48