Nur al-Taqwa wa Dhulumat al-Ma'asi fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
5

Nur al-Taqwa wa Dhulumat al-Ma'asi fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسنة

ناشر

مطبعة سفير

پبلشر کا مقام

الرياض

اصناف

المبحث الأول: نور التقوى وثمراتها المطلب الأول: مفهوم التقوى التقوى لغة: الحذر، يقال: اتقيت الشيء، وتَقَيْتُهُ أتقيه تُقَى، وتِقيَّةً، وتِقاءً: حذرتُه. وقوله ﷿: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ (١)، أي هو أهلٌ أن يُتّقى عقابه، وأهل أن يُعمل بما يُؤدّي إلى مغفرته (٢). وأصل التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه: من غضبه وسخطه، وعقابه وقايةً من ذلك. وهو فعل طاعته واجتناب معصيته (٣)، فظهر من ذلك أن حقيقة التقوى كما قال طلق بن حبيب ﵀: «التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله» (٤). ويدخل في التقوى الكاملة: فعل الواجبات، وترك المحرّمات، والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فعلُ المندوبات، وترك المكروهات، وهو أعلى درجات التقوى (٥)، وقد عرّف التقوى الكاملة

(١) سورة المدثر، الآية: ٥٦. (٢) انظر: لسان العرب، لابن منظور، باب الياء، فصل الواو، مادة «وقي»، ١٥/ ٤٠٢، والقاموس المحيط، باب الياء، فصل الواو، مادة «وقى»، ص١٧٣١. (٣) جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ١/ ٣٩٨، وانظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير، ٢/ ١٨١. (٤) جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ١/ ٤٠٠. (٥) المرجع السابق، ١/ ٣٩٩.

1 / 6