واستطاع الحمل بعد ذلك أن يظهر للعيان في غير خجل، وقد أصبح هذا الحمل مزحة صويحبات نجاة تشاركهن السخرية منه، كما أصبح حديث الدوائر التي لا عمل لها إلا الحديث.
وعدلي وعزت يضحكان مع الضاحكين.
وقبل أن يفرح الباشا بقدوم ابنه انتقل إلى العالم الآخر، وانفجرت قضايا الميراث.
والعجيب أن الطفل جاء نسخة طبق الأصل من عزت، فقد أبت السماء أن تشارك الخاطئين في جريمة اختلاط الأنساب. والأعجب أن عزت أصبح هو الذي يدور مع نجاة عند المحامين ليتمكن من إثبات بنوة ابنه إلى رجل آخر، ولكن شهادة الميلاد على كل حال قد كتبت اسم الطفل وجدي عبد المحسن وفيق. وذهبت الشهادة في طريقها القضائي، واستمرت علاقة عزت بوضعها هذا العجيب واستمرت معها القضايا توشك لا يبين لها نهاية، فالثروة ضخمة، وأبواب الطعن والتلاعب بالقانون هيهات أن تعرف حدا تقف عنده.
وهكذا أصبح عزت مثل عدلي سخرية الساخرين، فما بعجيب أن توثق بينهما الصداقة، وكلاهما غني وكلاهما فارغ بلا عمل.
في هذا الفراغ وفي هذا الشعور من كل منهما أنهما يعيشان الحياة، ولا يعيشانها، بدأ ذهابهما إلى السباق يكون منتظما، وبدأ أيضا جلوسهما إلى مائدة القمار يكون يوميا.
ويحدث ما لا يتوقعه أحد؛ تحاول راوية أن تمنع زوجها من اللعب، فإذا هي ولأول مرة تواجه من عدلي عصيانا.
كيف استطاع أن يعصي؟ لم يكن القمار قد تمكن منه إلى درجة الإدمان، ولكنه أحس فجأة أنه يجب أن يعصي. ويحدث شيء آخر لا يتوقعه أحد؛ لقد بدأ عدلي يتوارى بقبحه في جمال عزت، ويبحث عن النساء ويحاول أن يتعرف بهن، فإن رفضته واحدة لا تطيق قبحه قبلته أخرى يغريها ماله.
ليس لعزت زوج ولا ولد رسمي؛ فهو حر يفعل بماله ما يريد، أما عدلي فله ابنته وله زوجته، إن ذهب عنه هذا المال فأي مصير يمكن أن ينتظرهما أو ينتظرانه؟
أصبحت راوية تنظر إلى الحياة في هلع، وأصبحت فجأة تتمنى أن تعود إلى حياة الملالة، ولكن ما زال هناك أمل يمكن أن تلجأ إليه. وما لها لا تحاول؟
نامعلوم صفحہ