ما أجمل أن أطحن رءوسهم بمجرفة، وأقطع عظامهم بمنشار صدئ!
الدكتور :
آه! ما أجمل ذلك «وألطفه» يا أم وسيم! سألتني متى تترك الضيعة؟ فقلت لك بعد أسبوع. إن هذا الذي يتعجل رحيلي، ويبغضني بهذا الوطن الذي أكاد أعبده، أنا لهذا الوادي؛ لهذا الوطن، ولهذه الضيعة، وليس عندي فرق بين بيت الحموي وبيت الحمصي وبين طائفة وطائفة. ليدمي قلبي كلامكم في بيت الحمصي، ويمزق كبدي حديث بيت الحمصي فيكم. فعلام تقتتلون يا بني وادي الأرز، وعلى أي شيء تتنازعون؟ فإذا نزل بكم وباء أسألكم إلى أي عائلة أو طائفة تنتمون؟ فإذا انقطع خرير الماء، أفلستم كلكم تعطشون؟ أفلستم بنظر الغريب قوما واحدا، فلماذا تكونون في نظر أنفسكم شيعا، وأديانا، وأحزابا تتطاحنون. يا قطعا من حجارة هذا الوطن تناثرتم، فأنتم كوم يبول عليها كل عابر سبيل، بدلا من أن تكونوا صفوفا متراصة، هي حصن يتكنف دونه الغازي، ويعصم كل من فيه. تتقاتلون على ناطور (أبو مرعي ينتفض)
على بلدية، على قنديل، على طريق، وتتذابحون على حجل، أو دجاجة. في كل يوم نزاع وقتال ودسائس، أهكذا تطلبون الحياة أيها المنتحرون؟
أبو مرعي :
هكذا خلقنا الله.
أم وسيم :
هذه إرادة الله فينا.
الدكتور :
تلهجون بذكر الله، وتسلكون سبل الشيطان، تقيمون من الأحقاد أصناما تعبدون، وتدفعون ثمن عدائكم عملة مصكوكة بدمائكم. أصلكم واحد، ارجعوا إلى أصلكم.
نامعلوم صفحہ