191

أو. ليس بي شيء، تعالي نرقص.

سارة : «تعالي نرقص»! إذن فأنت كباقي أولاد العرب؛ زوجتك للهو وللبيت. إن إنكارك علي مصاعبك ينطوي على احتقارك إياي، فكأني أتفه في عينيك من أن أشاركك بمصاعبك. قل لي ماذا جرى؟ إني أشعر أن أمرا يقلقك، فما هي الحيرة التي تغمرك؟ سليم، ما أنت بالرجل الذي أعهده، لا تخف عني شيئا، أهذا هو الحب الذي غمر قلبينا؟ أهو عاطفة وانفعال جنسي، أم هو تفاهم روحي؟ لي الحق أن أفهم كل شيء. أرى علامة استفهام على وجهك، لماذا لا تضع رأسك على صدري، وتحدث سارة عن همومك؟

وسيم (بعد تردد) :

هذه الجرائد.

سارة :

أفيها خبر مكدر عن ذويك؟

وسيم :

لا، ولكنها تسخر بي؛ كل جريدة تحمل أنباء العظائم؛ فهذا رجل اخترع مكنة، وآخر جاد على الدنيا بكتاب، وغيره اكتشف أو اكتسح. هذه الجرائد تسخر بي، كلماتها تحملق بوجهي، متهكمة تسألني: من أنت أيها النكرة، وما شأنك في الدنيا؟ أي عظيم أمر قمت به في الحياة، فننقل خبره إلى الناس؟ أجيبها: لا شيء، لا شيء، أنا بياع، انظري (يقع، ويبكي) .

سارة :

لا تستسلم إلى الانفعال.

نامعلوم صفحہ