============================================================
التكت والفوائد على شرح العقائد المالب الخا: ميزات شخصرته: لقد تميزت شخصية البقاعي بمزايا كثيرة نوجزها بما يأتي: 1- جرأته في الرد على من يعتقد خطأ معتقدهم وبطلان مذهبهم، وقد مربنا في مطلب مصنفاته الكثير من العنوانات الدالة على ذلك ، وقد بلغت جرأته ذروتها في تكفير ابني عربي والفارض، وبعدما تعاظمت عليه المحثة بمصر رحل إلى الشام فلم يحد من جرأته هذه فانتقد الإمام الغزالي بقوله: اليس في الإمكان أبدع مما كان2 فألف رادا عليه : تهديم الأركان وغيره، ولما رأى اجتماع العوام على الشيخ في المسجد الأموي رافعين أصواتهم في الذكر ألف في الرد عليهم : " إنارة الفكر كما أنه حط على التاج ابن عطاء الله ، وصرح على نفسه أنه يبغض ابن تيمية لما كان يخالف فيه من المسائل (1) .
2 - ولم تفرق جرأته هذه في انتقاد غيره بين عالم وحاكم فتعرض للسلاطين وقال : إن الأشرف إينال موافق للظاهر جقمق في الانسلاخ من شرائع الدين في الباطن مع أن هذا لم يكن عنده ما عند الظاهر من الصبر على إظهار خلاف ما يبطن من التمسك بالشرع وإظهار تعظيمه له، حتى قال فيه - أي البقاعي - السخاوي : " ما علمت أحدا سلم من أذاه لا الشيوخ والأقران ولا من يليهم من كل بلد دخله بالنظم والنشر 0(2) .
3- كثرة الرحلات والغزو وركوب البحر، وقد مر بنا في مطلب رحلاته أنه كان كثير الرحلة (3)، وأما غزواته فقد قال عنها السخاوي :" وركب البحر في عدة غزوات ورابط غير مرة 7(2).
وقد كان لتنقله هذا أثر كبير في بناء شخصيته شجاعة وعلما وجرأة حتى: " كان ما أراد الله تعالى من التنقل في البلاد والفوز بالغزو والحج أدام الله نعمه آمين "(5)، ويظهر ذلك جليا في كتابه الاستشهاد بآيات الجهاد، وما قاله في مقدمته التي نقلنا منها في مصنفاته (5)، ويبدو أن أسرة البقاعي كان فيها الكثير من الأبطال والفرسان الذين كان لهم شأن في ميادين الجهاد، يتضح لنا ذلك من نظمه: (1) نقل ذلك كله السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة البقاعي : 1 / 101 -111 .
2)م.:103،102/1.
(3) ينظر ص:23.
(4) الضوء اللامع: 182/1.
(5)م . ن، شذرات الذهب لابن العماد نقلا عن البقاعي : 7/ 340 .
(6) ينظر ص :25.
صفحہ 40