============================================================
البت الشافى اق المية والارة وفيه سيد اب الالب الاول، رحوته: اهتم أهل العلم قاطبة بالرحلة اهتماما كبيرا، حتى كان الواحد منهم يرحل المسافات الشاسعة ويجتاز الفيافي والقفار يأتدم كسر الخبز اليابس، متقللا في طعامه، لابسا الخلق من الثياب، يعاني الأهوال، وكل ذلك للفوز بطلب العلم ، أو لطلب ما فاته من العلم، بل لسماع حديث واحد على بعد الشقة وعظم المشقة.
وقد كانت الرحلة في طلب العلم بعامة، والحديث بخاصة من لوازم طريقة طلاب العلم ومنهجهم في تحصيله ، قال ابن الصلاح :" وإذا فرغ من سماع العوالي والمهمات التي ببلده فليرحل إلى غيره "(1)، وعد يحيى بن معين من يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث من الأربعة الذين لا يؤنس منهم رشد (2)، وقد ألف الخطيب البغدادي كتابا سماه : الرحلة في طلب الحديث" بدأه بذكر الرحلة في طلب الحديث والأمر بها والحث عليها وبيان فضلها(3).
وكان لرغبة إمامنا البقاعي - رحمه الله تعالى - في تحصيل المعارف، وشغفه بالعلم ميكرا، وحرصه على أن يكون من أهله المتبحرين فيه، وتعلقه بالجهاد والمرابطة في سبيل الله -تعالى - الدافع الأكبر على الرحلة والمواصلة فيها، والتردد إلى العلماء للاتتفاع بهم والأخذ عنهم، فساح في أرض الله جامعا للعلوم ، فبعد أن انتقل به جده لأمه إلى دمشق سنة 822 هبعد مقتل والده في حادثة جرت في بلدتهم - صلى بدمشق التراويح بالقرآن، ثم أقبل على العلوم الشرعية ملازمأ للعلامة محمد بن بهادر من سنة 826 هالى حين وفاته سنة 831 ه، وفي سنة 827ه استفاد من الشمس ابن الجزري وحفظ طيبة النشر في القراءات العشر.
وفي السنة نفسهارحل الى القدس وأخذعن بعض علمائها، ورجع الى دمشق بسبب وفاة والدته، إلا أنه رجع إليهاثانية سنة 832 هوأقام في المدرسة الصلاحية وأخذعن بعض علماء بيت المقدس وسمع بها ودرس على الشيخ العزبن عبد السلامت 846 ه.
وفي سنة 834 ه سافر إلى الخليل ثم إلى غزة ثم إلى القاهرة فدخلها يوم الثلاثاء السادس عشر من صفر فقابل الحافظ ابن حجر العسقلاني" ت 852 ه" ولازمه طالبا للحديث حتى صار من أصحابه، وفي أواخر هذه السنة رجع إلى القدس ثالثة، وعاد إلى القاهرة سنة 835 ه وصحب الحافظ ابن حجر في السفر إلى حلب سنة 836 ه فسمع بحلب ودمشق والقدس والخليل وحماة وحمص، ورجعا إلى القاهرة سنة 837 ه.
(1) المقدمة في علوم الحديث لابن الصلاح :124 .
2م.ن.
(3) ينظر : الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي : 71.
صفحہ 23