============================================================
هيد تشاة علم الكلام وتعريفه وموضوعه ومكاتته وغايته وحك 18 أي دؤاد الأيادي (1) وقتل أحمد بن نصر الخزاعي (2) سنة إحدى وثلاثين ومائتين بسبب ذلك، ومات في هذه السنة الإمام أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي(3) مسجونا لذلك، ويقال: إن الواثق تاب (4) في آخر عمره عن ذلك ، لأن بعض من أحضره من مشايخ العلماء قال : أخبروني عن هذا الذي دعوتم الناس إليه، أعلمه رسول الله- - ودعا(5) الناس إليه؟ أو (6) لم يعلمه؟
فقال أحمد بن أبي دؤاد: بل علمه؛ قال : فكيف وسعه-- أن يترك الناس ولم يدعهم إليه، وأنتم لا يسعكم ذلك؟ فبهتوا ، فاستضحك الواثق، وقام [ا/ 21] قابضا على فمه، فدخل بيتا وهو يقول: وسع نبي الله- أن يسكت ولم يسعنا، فأمر بفك أقياد الشيخ، وأعطاه ثلاثمائة دينار ورده إلى بلده، ولما مات الواثق وولي أخوه المتوكل (7) جعفر بن المعتصم في ذي الحجة سنة اثنتين(4) وثلاثين وماتتين، رفع المحنة، وقمع البدعة، وأمر بالسنة، وحث عليها، واكرم الإمام أحمد أتم إكرام، وفي تسمية هؤلاء الممتحنين بهذه البدعة متغلبة نظر كبير، فإن المتغلب في العرف من خرج على الإمام، نعم هم (8) متغلبة على الحق باعتبار جورهم في ذلك وصمهم عما يقام لهم على خلاف مذهبهم من الدلائل [ب /21) وينصب (10) من الحجج: (1) ابن أبي دؤاد : قاضي القضاة، أبو عبد الله أحمد بن أبي دؤاد ، كان فصيحا مفوها ، شاعرا جوادا ممدحا رأسا في التجهم، وهو الذي شغب على الامام أحمد بن حنيل وأفتى بقتله، وكان معتزليا، له القبول التام عند المأمون والمعتصم، وابتلي بالفالج تحو أريع سنين، ثم غضب عليه المتوكل فصادره هو وأهله، مات سنة 240 ه البداية والنهاية لابن كثير: 10/ 319 -323، شذرات الذهب لابن العماد :93/2.
(2) أحد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي، وجده مالك أحد نقباء بني العباس، قتل لأنه كان لا يقول بخلق الفرآن، وكان اذا ذكر الوائق يقول : فعل هذا الختزير، وقال هنا الكافر، وفشا ذلك ذلك، فجلس لهم الواثق مجلسأ في ابن أبي دؤاد، فدارت مسألة خلق القرآن فاستحلوادمه، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 449/5، البداية والنهاية لابن كثير: 10/ 303.
(3) البويطى: ابويعقوب يوسف بن يحبى، الفقيه، صاحب الشافعى، مات ببغداد في السجن والقيد ممتحنا بخلق القرآن، وكان عابدا مجتهدا ، دائم الذكر، كبير القدر، قال الشافعي: ليس في أصحاي أعلم من البويطي، وقال الأسنوي: كان ابن أبي الليث الحتفي يحسده فسعي به إلى الوائق أيام المحنة بالقول بخلق القرآن، فأمر بحمله إلى بغداد مع جماعة من العلماء، فحمل إليها على بغل مغلولا، مقيداه مسلسلا في أربعين رطلا من حديد، وأريد منه القول بذلك فامتنع فحبس بيغداد على تلك الحالة إلى ان مات يوم الجمعة قبل الصلاة سنة 231ب البداية والنهاية لابن كثير: 10 / 308، شنرات النعب لابن العماد:71/2.
4) في (ج) : مات.
5) كتبت في النسخ كلها: ودعى: (6) في (ب) و(ج): أم.
(7) المتوكل على الله : أبو الفضل جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد العباسي، وهو الذي أحيا السنة، وأمات التجهم، ورفع الحنة، استخلفه أخوه الواثق بالله، قتل سنة (247ه فتكوابه في مجلس لهوه بأمر ابنه المنتصر، وعاش أربعين سنة، الكامل في التاريخ لابن الأثير:28،27/6، البداية والنهاية لابن كثير : 10 / 349 -352، شنرات الذهب لابن العماد:114/2 .
(8) في (ب) و (ج) : اثنين.
(9) في (ج) : هو.
(10) في (1): نصب، وما في : (ب) و (ج) يتوافق مع قوله : (يقام لم) .
صفحہ 187