============================================================
182 النكت والفواند عاى شرح الضانر وكان أول من أظهر القول بخلق القرآن من الخلفاء (1) المأمون (2) في [ب / 20] أو اخر خلافته سنة اثنتي عشرة ومائتين بعد موت الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى (3)- بسبع سنين، وتطلب كتب اليونان فعربها، وامتحن الناس، فأجاب اكثرهم إلى القول بخلقه كرها، وأبى بعضهم، فشجن منهم أبو مسهر الغساني (4) إلى أن مات في أيام المعتصم، وأحضر الإمام أحمد بن حتبل (5) ومحمد بن نوح(6) مقيدين لامتناعهما، فمات المأمون بطرشوس(2) قبل وصوهما، فأطلقا، ثم ولي آخوه المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد، فاشتد أمر المحنة في زمانه وضرب الإمام أحمد، ثم ولي بعده (8) ابنه الواثق هارون، فبالغ في المحنة باشارة قاضي القضاة أحمد بن (1) في (1) : الخلف، والصحيح ما في غيرها لأن هناك من الخلف من مبقه باظهارها (2) المأمون : أبو جعفر ، عبد الله بن هارون الرشيد، العباسي القرشي، وأمه أم ولد يقال لها مراجل، وقد ألب الحسين ابن علي بن ماهان الجيش على الأمين، ولم يذهب إليه لما طلبه، حتى أته ذكر لعبه وما يتعاطاه من اللهو وغير ذلك من المعاصي، وأنه لا تصلح الخلافة لمن هذا حاله، فالتف عليه خلق كثير فوقعت بين الحسين ومن أرسلهم المعتصم مقتلة عظيمة انهزم فيها جيش المعتصم وأخذ البيعة لعبد الله المأمون ، ت 218 ه، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 5/ 270، البداية والنهاية لابن كثير: 10/ 236 -274، شذرات الذهب لابن العماد :44/2.
(3) تعالى : زيادة من: (ج).
() أبو مسهر الفساني : عبد الأعلى بن مسهز الدمشقي ، عالم من أهل الشام، كان علامة بالمغازي والأثر، قال ابن معين: منذ أن خرجت من ياب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أي مسهر، وقال أبو حاتم : ما رايت أفصح منه ، وما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا، ولا أجل عند أطلها من أي مسهر بدمشق ، إذا خرج اصطف الناس يقبلون يده مات في حبس المأمون ببغداد سنة 218 ملحنة القرآن ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم : 1/ 291، البداية والنهاية لابن كثير: 10/ 281 .
(5) أهد بن حتبل : شيخ الأثمة، وعالم أهل العصر، أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حتبل الشيباني المروزي البغدادي، جمع ابن الجوزي أخباره في مجلد، وكان إماما في الحديث وضروبه، إماما في الفقه ودقائقه ، إماما في السنة ودقاتقها، إماما في الورع وغوامضه ، إماما في الزهد وحقائقه، مناقب الإمام أحد لأبي الفرج بن الجوزي ، البداية والنهاية لابن كثير: 10/ 355، شذرات الذهب لابن العماد :96/2 - 98 .
()) محمد بن نوح بن ميمون العجلي ، المعروف والده بالمضروب، كان أحد المشهورين بالسنة، وحدث شيثأ يسيرا، وكان المأمون كتب - وهو بالرقة - إلى إسحاق بن إبراهيم صاحب الشرطة بيغداد ، بحمل أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح اليه بسبب المحنة، فأخرجا من بغداد على بعير متزاملين، ثم إن محمد بن نوح أدركه المرض في طريقه، فمات بعانة سنة 218 ه، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي :4 / 323، الكامل في التاريخ لابن الأثير : 5/ 377، البداية والنهاية لابن كثير: 10 /272، شذرات النهب لابن العماد:45/2.
(() طرسوس : مدينة بثغور الشام بين إنطاكية وحلب ويلاد الروم، وبها قبر المأمون بن الرشيد، جاءها غازيأ فأدركت منيته، وما زالت مواطن للصالحين والزهاد يقصدونها، لأنها من ثغور المسلمين، خربت على يد نقفور ملك الروم، وهي الآن مدينة تركية في قيليقية فيها مناجم نحاس وفحم، ينظر : معجم البلدان لياقوت الحموي : 5/ 236، المنجد في اللغة والاعلامك 356 .
8) بعده : ساقط من (ب) .
صفحہ 184