والنون علامة فيلحقونها الأفعال إذا تقدمت على الأسماء، ويقولون في جمع المؤنث، يقمن الهندات، وعامة العرب لا تلحق الفعل هذه العلامات إذا تقدم على الاسماء.
قوله : (فيرفع بنون وبجزم وينصب بحذفها) نحو: يقومان، ولم يقوما، ولن يقوما، هذا النوع جعل فيه النون علامة الرفع، وحذفها علامة الجزم والنصب، ولا نعلم في هذا خلافا إلا ما ذكر لنا أبو جعفر بن عبد النور(1) من أصحابنا أن أبا زيد السهيلي كان يذهب إلى أن هذه الأمثلة الخمسة ترفع بحركات مقدرة في آخر الفعل قبل الواو والألف والياء، وأن النون إنما ثبتت لشبه هذا الفعل بالإسم. وأن "يقومان" مشبه "لقائمان" ويقومون مشبه القائمون" وتقومين مشبه "لقائمين" وأنه أعرب المضارع لشبهه بالإسم، وأنه رفع لوقوعه موقعه "فيقوم" مشبه "لقائم" فأرادوا أن يعرفوا حقيقة الشبه، فزادوا هذه النون كما زادوها في المثنى والمجموع لشبهه به في أن آخره اتصل به حرف علة كما اتصل بالإسم، قيل له : فوجود هذه النون حالة لم يدخل عليه ناصب اولا جازم وحذفها معهما دليل على ما ادعاه النحويون من أنه حذف لأجل الجازم والناصب قال: إنما حذفت النون، لأنه لما دخل الجازم أو الناصب زال وقوعه موقع الإسم فلما زال هذا زالت النون التي دخلت على ذلك. قوله: (وغيره)، أي وغير ما رفع بالنون وجزم ونصب بحذفها (ما آخره [1/3] واو أوياء أو ألف) نحو: يغزو /ويرمي، ويخشى.
قوله: (فيحذف عند الجازم لا به) ، وذلك أن الذي يحذف للجزم إنما اهوما كان علامة للرفع نحو: يضرب، فالضمة هي التي يحذفها الجازم ووكذلك النون في الأمثلة الخمسة وأما في هذه الأفعال، فالألف والياء والواو انا هي لام الكلمة، وعلامة الرفع ضمة مقدرة فيها، فلما دخل الجازم حذفت تلك الضمة المقدرة فالتبس المجزوم بالمرفوع، فحذفت هذه الحروف لأجل الالتباس، فصار الحذف عنده لا به (1) أبو جعفر أحمد بن عبد النور المالقي النحوي. صنف الجزولية، مات سنة 7029" ه 39 انظر: بغية الوعاة 231/1.
نامعلوم صفحہ