اقوله: (أو خبرها)، الخبر فيه تفصيل، فإن كان منفيأ لم يجز دخول اللام عليه إلا في ندور نحو: إن زيدا لماهر فاضل، أولما يخرج، وإن كانت جملة شرط وجزاء لم تدخل أيضا لا على جملة الشرط ولا على جملة الجزاء، وأجاز ابن الانباري(1) دخولها على جملة الجزاء. وإن كان "واو مع" لم يجز أيضا. فلا تقول: إن كل رجل لوضيعته، وأجباز ذلك الكسائي وحكى : إن كل ثوب الو ثمنه.. وإن كان فعلا ماضيا فإما أن يكون متصرفا أوجامدا . إن كان متصرفا فتدخل عليه بشرط الفصل بينهما ب "قد" نحو: إن زيدا لقد قام، وإن كان جامدا جاز دخول اللام ولا تدخل "قده نحو: إن زيدا لنعم الرجل(2) ..
الهكذا نقل في كتب البصريين. ونقل ابن السيد(3) أن الأخفش أجاز دخول الام على الفعل إذا لم يكن متصرفا وأن سيبويه(4) يأبي ذلك، وإن كان مضارعا بحرف تنفيس جاز دخول اللام نحو: إن زيدا لسيقوم ولسوف يقوم، ومنع
الكوفيون من ذلك. وإن كان غير ما ذكر جاز دخول اللام عليه نحو: إن زيدا لوجهه حسن . . أو لفي الدار، أو لعندك، أو لعالم، أو ليقوم. ودخولها على الجملة الإسمية قليل.
قوله: (ولا على معموله) ، أما المعمول فيجوز دخول اللام عليه بشروط منها: أن يكون مقدما على الخبر. ومنها أن يكون بعد الاسم، فلوقلت: إن زيدا آكل لطعامك، أو إن لغدأ زيدا راحل، لم يجز. ومنها أن لا يكون هذا المعمول حالا، فلا يقال : إن زيدأ لمسرعا منطلق، لم يسمع . ونص الأئمة على منعه. ويقتضي القياس على المفعول والظرف جواز ذلك . ومنها أن لا يكون (1) عبد الرحمن بن محمد الإمام أبو البركات النحوي صاحب كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف مات 577ه. انظر أنباه الرواة 171/1. وبغية الوعاة 86/2.
(2) في شرح الأشموني 567/1.. إذا كان غير متصرف نحو: إن زيدا لنعم الرجل..
أولعسى أن يقوم، وهو مذهب الأخفش والفراء.
(3) عبد الله بن محمد بن السيد - بكسر السين - البطليوسي ، كان إماما باللغة والأدب .
ااول سنة444 ه ومات 521 ه. انظر بغية الوعاة 55/2.
(4) انظر: الكتاب 281/1، وهمع اهوامع 135/1.
83
نامعلوم صفحہ