اباضمار "أن " بعدها مطلقا، لأنه قد ثبت كونها حرف جر وهي عاملة في الاسم. وما عمل فيه لا يعمل في الفعل، ولأنها جاءت مظهرة بعدها في بعض المواضع.
قوله: (وإذن، هي(1) جزاء وجواب)، مثال ذلك قول القائل: أزورك، فتقول: إذن أحسن إليك. فهذه جواب وجزاء. وقد تأتي جوابا فقط انحو: أحبك، فتقول: إذن أظنك صادقا. . وقد تكلف بعضهم أن يجعلها الجواب والجزاء معا في كل موضع قله: (ولا تنصب إلا مستقبلا متصدرة) النصب بها نفسها، وقول من قال: إن "أن" مضمرة بعدها دعوى. فإن كان الفعل حالا لم تنصبه نحو: إذن النك صادقا . وكذلك إن لم تتصدر هي ، بأن تكون متأخرة نحو: أحسن إليك اذان. أو متوسطة بين مفتقر إلى ما بعده كمبتدأ وخبره، وشرط وجزائه. وقسم وجوابه نحو: أنا إذن أكرمك. وإن تأتني إذن أكرمك. ووالله إذن لأحسنن إليك. وقد أجاز الكوفيون(2) إعمالها إذا افتقر ما قبلها إلى ما بعدها كهذه مستدلين بقول الشاعر: الا تتركني فيهم شطيرا إني إذن أهلك أو أطيرا(3) فنصب "أهلك" بإذن وهو مفتقر ل "إني" وقد حكى عيسى (4) بن عمر أن ابعض العرب لا ينصب بها. وإن تصدرت وكان الفعل مستقبلا.
قوله: (فإن تقدمها عاطف، فالإعمال والإهمال) نحو قوله تعالى: وإذن ولا يلبثون خلافك إلا قليلا(5) قريء ب "النون" وحذفها.
(1) زيادة من "ب".
(2) انظر الهمع 7/2.
(3) الشاهد لم يعرف قائله، انظر معاني القران للفراء 238/2، والانصاف 177/1، والمقرب لابن عصفور 161/1، والمغني 22/1، والخزانة 574/3، واهمع 7/2، والدرر اللوامع 6/2.
(4) انظر الكتاب لسيبويه 412/1.
(5) من سورة الاسراء: 76، هذه قراءة حفص . وقرأ أبي بن كعب بحذف النون، انظ الإصابة 49/1، وقراءة حذف النون شاذة، كما في شواذ ابن خالويه: 77.
144
نامعلوم صفحہ