الحرمين هاشم بن فلتيه وولي الحرمين ولده قاسم بن هاشم فالزمني السفارة عنه والرسالة منه إلى الدولة المصرية فقدمتها في شهر ربيع الأول سنة خمسين وخمس مائة والخليفة بها يومئذ الإمام الفائز بن الظافر والوزير له الملك الصالح طلائع ابن رزيك فلما أحضر للسلام عليهما في قاعة الذهب في قصر الخليفة أنشدتهما قصيدة أولها.
[بسيط]
الحمد للعيس بعد العزم والهممِ ... حمدا يقوم بما أولتْ من النّعمِ
لا أجحدُ الحقَّ عندي للركاب يدٌ ... تمنّتِ اللخمُ فيها رتبةَ الخطمِ
قربنَ بُعدَ مزار العزّ من نظريّ ... حتى رأيتُ إمامَ العصر من أممِ
ورحنَ من كعبةِ البطحاء والحرمِ ... وفدا إلى كعبة المعوف والكرمِ
فهل درى البيتُ أني بعد فرقته ... ما سرتُ من حرمٍ إلا إلى حرمِ
حيث الخلافةُ مضروب سرادقُها ... بين النقيضينِ من عفوِ ومن نقمِ
1 / 32