يذبحون منها ويحلبون درذها ومعهم المطابخ والاسرة وجميع ما يحتاجونه وكأنهم خارجون في نزهة فاذكر ليلة وقد سئمت ركوب المحمل أنّي ركبت جملًا نجيبًا وحين تهوّر الليل أنست عن يميني حسًّا فعدلت إليه فوجدت هودجًا مفردًا والبعير يرتعي فناديت مرارًا كثيرة يا أهل الجمل يا جمّال فلم يكلّمني أحد فدنوت فإذا امرأتان نائمتان في الهودج وأرجلهما خارجة عنه ولكل واحدة منها زوج خلخال من الذهب فسلبت الزوجين من أرجلها وهما لا يعقلان فأخذت بخطام الجمل حتى أبركته في المحجّة العظمى وعقلته وبعدت عنه بحيث أشاهد حتّى قد مرت قافلة من آخر الناس فانشطوا عقال البعير وساقوه معهم فلما أصبح الناس وإذا صائح ينشد الضالّة ويبذل لمن ردّها مائة مثقال وإذا هما أمرأتان لبعض أكابر أهل زبيد نام الجمّال عنهما فعدل البعير عن الطريق وكانت عادة الحرّة أن تمشي في ساقة الناس ولا يمشي بعدها أحد فمن نام أيقظته ومن انقطع حملته وكانت لها مائة بعير برسم حمل المنقطعين وحين تنصّف الليلة الثانية تأخرت حتى مرّ بي محملها فتبادر الغلمان إلي قالوا ألك
1 / 25