306

نبذہ مشیرہ

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

اصناف

لما اشتد الأمر والاختلاف وتعذر الائتلاف بين السيد محمد بن عبد الله المذكور وأصحاب الإمام عليه السلام اهتمه الإمام، وخشي أن تعظم فتنته، ويعم ضرره فأرسل الإمام السيد فخر الدين عبد الله بن محمد المحرابي بعسكر كثير من الأهنوم وغيرهم إلى جهات حيدان، وعالجوا في الصلح مرة أخرى فلم يتم لهم ما أرادوا، وقصدهم السيد محمد بن عبد الله إلى موضع عند وشحة يسمى المرازم في شهر محرم أول سنة سبع وألف [ابريل:1596]، فوقع حرب ضرير، ونصر الله أصحاب الإمام عليه السلام، ومنح من أكتاف البغاة فهزمهم هزيمة كبيرة وقتلوا من أصحابه قتلا ذريعا، ونهبوا خيلهم، وأكثر سلاح أصحابه، وتبعوا أثره فوصل إلى ساقين ومعه بقية من عسكره قليلة، وكان فيه والده عبد الله بن علي يومئذ لا يمر ولا يحلى، فحمله وحمل السيد محمد بن صلاح القطابري أسيرا، وكذلك السيد الفاضل العلامة أحمد بن حسن المؤيدي، وكان قد اعتقله قبل ذلك لأنه اتهمه بالميل إلى جانب الإمام عليه السلام وولى السيد محمد بن عبد الله منهزما لا يلوي على أحد حتى انتهى إلى قراض من بلاد آل أبي الخطاب، ولما انتهى إليه سعى قبائل تلك الجهة إليه في إطلاق السيدين المذكورين، فأطلقهما وتبعه بعض أصحاب الإمام عليه السلام حتى انتهوا إلى قهر يسنم، ولما آلت حالته إلى ذلك وكان ربما يؤمل أنه إن صفيت له جهات من خولان من أصحاب الإمام عليه السلام استبد بالأمر فيها، ولما لم يحصل من سعيه على طائل كاتب الأتراك الذين بصعدة يومئذ على يد رجل من أشراف الجوف يسمى فارع بن حميضة، وشرط [ق/207] عليهم ولاية بلاد خولان، وأن لا يدخل صعدة وأن يكون أميرا من أمرائهم، وشرط لهم أن يرهن أخاه صلاح بن عبد الله منهم وثيقة في إتمام ما شرط لهم، وتم الأمر بينهم على ذلك، وعاد إلى فللة ولقاه الأتراك عسكرا من صعدة وواجهه كثير من أهل البلاد وقصده أصحاب الإمام عليه السلام إليها في شهر محرم من سنة سبع وألف وحاصروه بها حصارا شديدا مقدار أربعة أيام حتى أشرف على الهلاك فخرج له غارة من صعدة، ولما علم بهم أصحاب الإمام عليه السلام تأخروا عن وشحة واتصلت بهم تلك الغارة ولم يقدر أصحاب الإمام عليه السلام على حربه وتفرقوا منهم من عاد إلى اليمن كالسيد فخر الدين عبدالله بن محمد المحرابي وغيره، ومنهم من انحاز إلى بني ذؤيب، وآل أمر السيد محمد بن عبد الله إلى أن دخل صعدة واستبدل الذل بالعز، وإلى وقت رقم هذه السيرة المباركة وهو مع الأتراك في صنعاء من الرئاسة باسم الإمارة فقط يعض على يده ، وقد كان قبل هذه الأمور من أعيان العترة، وكان قد ضرب بسهم في العلوم وافر، واستضاف في نواحي الكمال بدر سافر، ثم لما استولى الإمام المؤيد بالله عليه السلام على صنعاء في سنة ثمان وثلاثين بعد الألف [1628م] وصل هذا السيد محمد بن عبد الله إلى الإمام المؤيد بالله إلى أقر مع من وصل من أهل صنعاء وآل المؤيد، وأظهر التوبة والندم، وأجرى له الإمام عليه السلام ولمن يتعلق به ولجميع من كان له جراية من الأشرف آل المطهر وآل المؤيد وغبرهم كفايتهم، ثم حسنت حال السيد محمد بن عبد الله المذكور وأخلص التوبة والإنابة إلى الله سبحانه، وباع جميع أمواله بصنعاء، وانتقل بأهله إلى صعدة، فبقي فيها حتى مات ليلة الجمعة ثامن شهر الحجة الحرام سنة أربع وأربعين وألف رحمه لله رحمة الأبرار. انتهى.

صفحہ 11