نبذہ مشیرہ
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
اصناف
قال الشيخ أحمد بن علي خضر: وكنت حاضرا فأظهر البشارة ثم جمع من عنده ولا زال حتى خرج من بلاد بني مطر، وسلمه الله فلو عرف من حوله من بني مطر لما حفظوا حق الله فيه لقربهم من صنعاء والجرائر بينهم، قال: فلما انتهى إلى الحيمة وصلت له ولاية عامة في الحيمة وما إليها من مولانا عليه السلام ، وكان خليفة حي السيد عامر بن عمه حي السيد الرئيس صالح بن داود، فحفظ الناس والبلاد حتى وصل القاضي جمال الدين رحمه الله وتعاونا على حفظ البلاد والجهاد فانتظم العمل بعض الانتظام، وساس الجمهور، وأهل النفاق يراسلون الظالمين سرا ويدلونهم على عورات البلاد وطرق المكائد، فهدم القاضي دور قوم ونكل بآخرين، وأعان على ذلك أولياء الدولة الإمامية من أهل الحيمة، واستقر في العر من الحيمة محل السيد عامر فلا زالوا يتعنتونه سيما قبائل الحدب وما إليه فأخذ حذره منهم، ثم إنهم أخذوا من سنان لا رحمه الله جعلا على لزمهم وهم عيون من أهل المكان وحفظوا عليه باب الحصن ودارت المكاتبة إلى سنان لعنه الله أنهم يمسكونه حتى يصل إليهم وعرف القاضي ذلك فكتمه وطلب مشائخ الأحبوب وبني السياغ فأظهر أهل العر عدم الرضى بقبائل الأحبوب لا يتصلون به، والمراد لا يعاونونه على المخرج وما عنده من العسكر [ق/185] من يدفع به شرهم فأرسل إلى الشيخ المجاهد أحمد بن صلاح بن ثامر والشيخ زائد السياغي وعيون من الأحبوب ركن إليهم أنهم يرقبونه في خربة سودان قرية من الأحبوب أعلى من العر ففعلوا، ولما حضرت صلاة الجمعة أمر بتغليق الباب الذي هو فيه وأخذ من أمتعته ما خف، فلما فرغ من الصلاة هو وأصحابه نجا بنفسه .
وأما أهل الفساد فلم يحضروا الصلاة وإنما هم مشغولون بما داروا به من الغدر وهم في نهار غير محترسين لظنهم أنما يطمع في الخلاص إلا ليلا ، فلما فرغ من الصلاة انحدر من الباب الذي يلي الأحبوب، وكانت الصلاة قريبة من على سبيل الهرب والسرعة المفرطة فلم يشعروا بهم إلا وقد خرجوا من الباب، فلما أغاروا وضربت الأصوات إلا وقد أنجدهم الأحبوب فآووهم واستقاموا له بعض أيام قلائل، وأما أثقاله وبعض خيله فأخذوها.
وأما السيد صالح بن داود رحمه الله فكان قد تزوج فيهم فبقي حتى وصل العجم مع سنان لعنه الله كما سيأتي وأخفوه في بعض الحيمة ونجا وتقدم القاضي إلى بلاد آنس وشغل من فيها من العجم وظهر عليهم بعض الظهور ثم انتقض عليه أهلها فعاد إلى جهات جبل عانز، واستولى العجم على بلاد الحيمة وغيرها وأخذوا الرهائن ممن يعرف ويقدر عليه حتى أخذوا عالما من النسوان قاتلهم الله والقاضي جمال الدين استخفى في جبل عانز وأكثر أوقاته منفرد عند خواص من أصحاب والده رحمة الله عليهما حتى أهلك الله علي باشا كما سبق، ثم تقدم القاضي رحمه الله إلى بلاد آنس، ثم هزم كما تقدم وبقي في آنس وجهاته حتى يسر الله فتح مسار وحروبه الآتية إن شاء الله تعالى.
صفحہ 529