نبذہ مشیرہ
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
اصناف
قال لما وصل السيد شرف الدين الحسن بن شرف الدين مد الله مدته وحرس مهجته إلى مدينة ثلاء فتح الحصن يوم الدخول إلى المدينة بيومه، وكان في الحصن آغا من الأتراك يسمى عليا، وكان جبارا غليظا، وكان قد حبس الفقيه الفاضل العامل وجيه الدين عبد الهادي بن أحمد الحسوسة فخاف أهل ثلاء على الفقيه [ق/161] عبد الهادي أن يقتله الآغا المذكور، وذكروا للسيد الحسن أنه يكتب إلى الآغا هذا أنه إن أحدث بالفقيه عبد الهادي مكروها من جهته أنه مقتول به، فلما أخد السيد في الكتاب طلع جماعة من ألفاف أهل المدينة إلى باب الحصن الأسفل وهو باب الحديد فعالجوه حتى فتحوه، ثم طلعوا إلى باب فوقه ففتحوه، وكان قد تلاحق الناس إلى جهة الحصن لما رأوا ذلك، فلما دخلوا هذا الباب حمل الناس من كل جهة فحمل أهل قارن والأشمور وغيرهم من جهة القبلة وامتلأ المدرج رجالا حتى لا يستطيع أحد أن ينظر إلى موضع قدمه، وتعسر عليهم فتح الباب الثالث لأنه كان مرصعا بالحديد وهو باب الرقيشا فازدحم الناس حتى كاد يقتل بعضهم بعضا وأقبل عليهم أهل الحصن يرمونهم بالحجارة، ويقلبون الصخور، فلم يضر ذلك أحدا، فأخذ أهل الحصن يخربون الجدرات من البيوت وغيرها التي فوق المدرج، فثار من الغبار ماغطى الحصن وارتفعت أصوات الناس من أصحاب الإمام عليه السلام ومن أهله، فصار الأمر كما يقال: حيث لا عين ترى ولا أذن تسمع، فعالج بعضهم الباب حتى انفتح، ودخل الناس وظن أهل الحصن أنهم قد قتلوا أكثر من في المدرج بفعلهم فكان ذلك ولله الحمد بخلاف ما يظنون، ولاقتل أحد ولا جرح إلا جماعة يسيرة جراحة خفيفة، وكان في ذلك من الآيات الباهرة، والكرامات الواضحة الشاهدة للإمام عليه السلام بالفضيلة الكبيرة، والمنزلة الرفيعة، من انفتاح الأبواب المغلقة، وطلوع أصحاب الإمام عليه السلام من نواحي الحصن وهو حيد عسر لا يكاد يطمع فيه أحد، وسرعة طلوعهم وسلامتهم من الأحجاروالبنادق وغيرها وغير ذلك آيات عظيمة، ولقد أخبر الثقة عن الآغا علي المذكور بعد أن أتي به أسيرا إلىحضرة الإمام عليه السلام أقسم بالله أني أظن أن الذي طلع علينا ملائكة قال الثقة: فقلت له: فلم ذلك؟ قال: بدليل أنا مارأينا من الطالعين علينا قتيلا ولا مجروحا إلا ما لايعول عليه، وقد ألقينا عليهم من الحجارة أمرا عظيما وهم متكشفون لنا لا يسترهم شيء أبدا مع كثرتهم حتى ظننت أن قد وطأ بعضهم بعضا كما أشرنا في ذلك بالبيت السابق وهو قوله:
صفحہ 488