148

اللباب في علوم الكتاب

اللباب في علوم الكتاب

تحقیق کنندہ

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩ هـ -١٩٩٨م

پبلشر کا مقام

بيروت / لبنان

اصناف

والغضب: ثَوَرَان دم القلب إرادة الانتقام، ومنه قوله ﵊ ُ:» اتَّقُوا الغَضَبَ فإنه جَمْرَةٌ تُوقَدُ في قَلْبِ ابنِ آدَمِ، ألم تَرَ إلى انْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ وحُمْرَةِ عينيه «. وإذا وصف به الباري ﵎ فالمراد به الانتقام لا غيره. قال ابن الخطيب - رَحِمَهُ اللهُ تعالى -: هنا قاعدة كليةٌ، وهي أن جميع الأعراض النَّفْسَانية - أعني الرحمة، والفرح، والسُّرور، والغضب، والحَيَاء، والعُتُوّ، والتكبر، والاستهزاء - لها أوائل ولها غايات. ومثاله: الغضب: فإنّ أول غليان دم القلب، وغايته: إرادة إيصال الضَّرَرِ إلى [المغضوب عليه، فلفظ الغضب في حق الله لا يحمل على أوله الذي هو غليان دم القلب، بل على غايته الذي هو إرادة الإضرار، وأيضًا الحَيَاءُ] له أول وهو انكسار النفس، وهذه قاعدة شريفة في هذا الباب. ويقال: فُلاَن غُضبَّة: إذا كان سريع الغَضَب. ويقال: غضبت لفلان إذا كان حيَّا وغضبت به إذا كان ميتًا. وقيل: الغضب تغيُّر القلب لمكروه. وقيل: إن أريد بالغضب العُقُوبة كان صفة فعل، وإن أريد به إرادة العقوبة كانت صفة ذاتٍ. والضلال: الخَفَاء والغيبوبة. وقيل: الهلاك، فمن الأول قولهم: ضَلَّ الناءُ في اللبن. [وقال القائل]: [الوافر] ٩٢ - أَلَم تَسْأَلْ فَتُخْبِرَكَ الدِّيَارُ ... عَن الحَيِّ المُضَلِّلِ أَيْنَ سَارُوا؟ » والضَّلضلَة «: حجر أملس يَرُده السَّيْل في الوادي. ومن الثاني: ﴿أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض﴾ [السجدة: ١٠]، وقيل: الضّلال: العُدُول عن الطريق المستقيم، وقد يُعَبَّرُ به عن النِّسيْانِ كقوله تعالى: ﴿أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا﴾ [البقرة: ٢٨٢] بدليل قوله: ﴿فَتُذَكِّرَ﴾ [البقرة: ٢٨٢] . التفسير: قيل: «المغضوب عليهم» هم اليهود.

1 / 225