(3) ابن عبد خير هو المسيب بن عبد خير بن يزيد، روى عن: أبيه، وروى عنه: حصين بن عبدالرحمن، وعيسى بن عمر القارئ، قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة. (ينظر: تهذيب الكمال، 6/ 588، 589، الجرح والتعديل، 8/ 293، 294).
وعن مجاهد: أنه قرأ " {وأرجلكم إلى الكعبين} " فنصبها وقال: رجع إلى الغسل، وقرأ الأعمش {وأرجلكم} بالنصب.
وسئل مالك: أهي أرجلكم أو أرجلكم؟ فقال: إنما هو الغسل وليس بالمسح، لا تمسح الأرجل إنما تغسل، قيل له: أفرأيت من مسح أيجزئه ذلك؟ قال: لا، وعن الضحاك: " {وامسحوا برءوسكم وأرجلكم} " [المائدة: 6] قال: اغسلوها غسلا.
فمذهبنا في غسل الرجلين مذهب الجمهور من المفسرين والفقهاء، والحجة أحاديث الغسل الواردة بكثرة، وأجاب القائلون بالمسح: بأن أخبار الآحاد لا تعارض القرآن ولا تنسخه (1)، وبالمنع في موضع النزاع، واحتج الجمهور بأن قراءة النصب ظاهرة في العطف على مفعول فاغسلوا، وإن كان أبعد من امسحوا، وقراءة الجر يمكن تخريجها على التنبيه على وجوب الاقتصاد في صب الماء، لأن الأرجل تغسل بالصب فكانت مظنة للإسراف، وقال داود وناصر الحق (2) من أئمة الزيدية (3)
__________
(1) ينظر: الفروع من الكافئ، لأبي جعفر محمد بن يعقوب، 3/ 29، وما بعدها، دار الكتب الإسلامية، بدون طبعة وتاريخ نشر.
(2) ناصر الحق هو الحسن بن علي بن الحسن بن زيد، ولد سنة 225ه، ثالث ملوك الدولة العلوية بطبرستان، وقد ولي الإمامة بعد مقتل سلفه محمد بن زيد، ولقب بالناصر، توفي سنة 304ه. (ينظر: الأعلام، للزركلي، 2/ 200).
(3) الزيدية: هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة، ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم، ومن أهم رجالهم: أبو الجارود زياد بن المنذر، والحسين بن زيد بن محمد، ومن أهم مؤلفاتهم: كتاب المبسوط، وكتاب الروض النضير. (ينظر: الملل والنحل، للشهرستاني محمد بن عبدالكريم، ص154، وما بعدها، دار الفكر، بدون طبعة وتاريخ نشر، الروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير، للعلامة الحسين بن أحمد السياغي الصنعاني، 1/ 2، دار الجيل، بيروت - لبنان، بدون طبعة وتاريخ نشر).
صفحہ 94