نسویت اور سائنس کا فلسفہ
النسوية وفلسفة العلم
اصناف
112
من هنا عملت الكاتب ذات الأصول الفيتنامية ترينه تي منه-ها
Trinh T. Minh-Ha (1952م-...) على تحليل ثقافات الشرق الأقصى خصوصا الصينية، مبرزة العناصر النسوية فيها؛ لتؤكد على أن القضية النسوية تتحقق بالقضاء على هيمنة الثقافة الغربية ومركزيتها.
فيما بعد الاستعمارية يجب أن ينتهي عصر المركز والأطراف، قهر الآخر وتوجيهه وفرض الوصاية عليه ليسير وفقا لرؤى ومصالح الأقوى أو السيد، لا بد من ظهور فلسفة جديدة تنقض تلك المركزية الجائرة وتقر بقيمة وحقوق تلك الأطراف؛ وبالتالي تصون الحقوق التي أهدرت للمرأة وللطبيعة ولشعوب العالم الثالث، وكانت فلسفة العلم النسوية محاولة جادة للسير في هذا الاتجاه وهي ترفض اعتبار كل تقدم علمي امتدادا للحضارة الغربية، وتلفت الأنظار إلى أن الدعوى المؤمثلة للتنويرية البائدة (ما يسميه العامة عندنا عقدة الخواجة) تسيطر على أذهان المعنيين بظاهرة العلم، فتجعلهم جاهلين بأنماط المعارف في بيئاتهم المحلية.
113
تبحث النسوية عن رؤى العلم والتكنولوجيا في الثقافات غير الغربية، عن ديمقراطية العلم والتعددية الثقافية فيه والاعتراف بالآخر، فيكون العلم إنجازا إنسانيا مشتركا مفتوحا أمام أي حضارة غربية كانت أم شرقية، وأمام أي إنسان رجلا كان أم امرأة.
وفي نقدها للموضوعية التقليدية ومزاعم تحرر العلم من القيمة، كانت تكشف عما يكمن خلف تلك المزاعم من مركزية الرجل الأبيض والحضارة الغربية، وإلغاء الثقافات والأعراق والأجناس الأخرى.
بدأت البشائر مع توماس كون الذي أثبت أن نسق العلم الغربي الراهن ليس كيانا منغلقا على ذاته واحديا، بل ظاهرة اجتماعية نشأت وتطورت كمراحل داخل المنظومة الثقافية العامة للمجتمع.
وتأتي فلسفة العلم النسوية مقتفية خطاه لتوضح أن هذا يعني أن ثمة أنساقا معرفية في أزمنة أخرى وأمكنة أخرى، وبالتالي لا مركزية للعلم الغربي أو الحضارة الغربية كما أكد فيير آبند.
شنت الرائدة الكبرى ساندرا هاردنج حملة شرسة على المركزية الغربية والمعقبات الإبستمولوجية للإمبريالية، رأت الحرب العالمية الثانية بما حملته من كوارث هيروشيما وموت ودمار رهيب قد كشفت عن زيف التسليم الوضعي بالعلم، والفصل بينه وبين التكنولوجيا والعوامل الاجتماعية والقيم، مثلما كانت هذه الحرب هي نهاية مشروع إقامة مستعمرات غربية، إنه عصر ما بعد الاستعمار الذي يدعونا إلى الوصول لنماذج أكثر دقة للأنساق المعرفية ولدور الذات العارفة، نماذج أكثر ديمقراطية تكشف عن علم نتاج لثقافات متعددة، وذلك عن طريق تنضيد المعقبات الإبستمولوجية الناجمة عن التحرر والتطور في العالم الثالث، وإعادة النظر في مفهوم عالمية العلم.
نامعلوم صفحہ