نسویت اور سائنس کا فلسفہ
النسوية وفلسفة العلم
اصناف
35
حتى يمكن القول إن التمييز بين الحداثة وما بعد الحداثة في النسوية هو تمييز بين الممارسة والنظرية.
36
وجدير بالذكر أن النسوية بدورها أضافت مسائلها إلى تنظيرات ما بعد الحداثة، ورفعت النقاب عن زيف ما كان شائعا من تصور لحياد الخطاب الفلسفي.
أجل ما بعد الحداثة فتحت الباب أمام النسوية لتعلو في مدارج التنظير. لكن ليس يعني هذا أن النسوية في موجتها الثانية تنفصل تماما عن جزئيات الواقع الحي والممارسات المعيشة. إن النسوية كما اتفقنا هي دائما تحاور دائم بين الفكر والواقع بدرجات متفاوتة. ومثلما أدت الثورة الصناعية وماكينات الغزل والنسج إلى الموجة الأولى منها، أتت الموجة الثانية نتيجة للثورة التكنولوجية في القرن العشرين والتطور الاجتماعي الحاصل فيه. ولئن حررت الآلة العبيد، فإن النساء تحررن في القرن العشرين بفعل انتشار الأجهزة المنزلية والصناعات التحضيرية للمأكولات والملبوسات، التي خففت الأعباء المنزلية. وارتفع المستوى الصحي، فلم تعد المرأة تنجب خمسة عشر طفلا مثلا ليعيش منهم ستة أو سبعة. أصبح من الممكن الاكتفاء بعدد محدود من الأطفال. ومع اختراع وسائل منع الحمل - أخطر ما في الأمر - وتنظيم الأسرة، لا يعود الحمل والولادة والإرضاع يستغرق سنوات العمر الإنجابي الطويل للمرأة كما كان يحدث من قبل. لقد توافرت إمكانية تنظيم الحياة بصورة إيجابية أكثر. بات كل شيء ينادي بمزيد من الفرص والحقوق والواجبات للمرأة خارج إطار دورها كأنثى.
كانت الموجة الثانية خصوصا في أمريكا لها أيضا أهدافها الاجتماعية. ومرة أخرى نلاحظ أن بعض الحقوق التي كانت المرأة الغربية في الستينيات تكافح من أجلها، كانت المرأة آنذاك قد ظفرت بها بالفعل في بعض الأقطار العربية، من قبيل المساواة بين الجنسين في الالتحاق بالجامعات والمساواة في فرص ممارسة العمل المهني والبحث العلمي، والأجر المتساوي للجنسين لقاء العمل نفسه، واضطلاع الحكومة بتوفير حضانات لأطفال العاملات إبان ساعات العمل الرسمية. بحثت أيضا عن تشديد العقوبة على جرائم الاغتصاب والعنف الجسدي ضد المرأة وتحسين الخدمات الصحية النسوية. أصرت هذه الموجة على ضرورة أن يتشارك الرجال والنساء في عبء رعاية الأطفال والأعمال المنزلية، وألا تنفرد المرأة بهذه المسئولية. وبطبيعة حال الحضارة الأمريكية وعلو النزعة الفردية فيها، اقترنت هذه الموجة بارتفاع الدعوى إلى حق المرأة في جسدها وحريتها. (8) النسوية الراديكالية
ظل التياران الليبرالي والاشتراكي ماثلين في القرن العشرين، وتواصل النسوية الليبرالية العمل على تطوير وتعميق أطروحاتها.
37
وما زالت النسوية الاشتراكية بل والماركسية نابضة حية، وفي الولايات المتحدة! حيث كانت نقطة البدء فيها كتاب نانسي هارتسوك (1943م-؟) الشهير «النقود والجنس والقوة: نحو مادة تاريخية نسوية» (1983م). عملت هارتسوك على صياغة الموقف النسوي على أساس مادية تاريخية ملائمة له.
38
نامعلوم صفحہ