نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر

القاضي التنوخی d. 384 AH
149

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر

75 عافية الباقلاني وخالد الحذاء يسيران حافيين على باب حديد محمي

وقد حكي: أن عافية الباقلاني، وخالد الحذاء (1) ، رئيسي أصحاب العصبية في زمانهما، بايعا (2) على أن يحمى لهما باب حديد، ويمشيان عليه، ففعلا ذلك. فلما حصلا فوقه، حل أحدهما مئزره، ثم ضرب يده إلى الآخر، وضبطه، وقال: انطرني أتوزرهما عطفيين (3) ، أي انتظر حتى أتزر.

قال: فما فارقه، حتى شد مئزره، وهما فوق الباب المحمي، ثم تمم مشيه، حتى خرج منه، وقد غلب بتلك الساعة (4) ، وإن لم يكن في الباب الحديد حيلة، أو عادة، مثلما يكون أسفل القدر، كالنار إذا دام الوقود عليها، فيأخذها الإنسان[لساعته] (5) على راحته، لأن البخار يتصاعد، ثم يدعها قبل أن ينعكس البخار إلى أسفلها.

وقد شاهدت أنا، أبا الأغر بن[أبي] (6) شهاب التيمي (7) بالبصرة، فعل ذلك، وإلا، فلا أدري ما هو.

بغدادية أيضا بمعنى أتزر، والعطاف: الرداء المشدود إلى العنق، وقوله: انطرني أتوزرهما عطفيين، يعني أنه يحل إزاره من وسطه ليعيد ربطه إلى عنقه.

صفحہ 149