مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه، ويكافىء مزيده، ونشكره على ما أولاه وأسداه من جزيل أفضاله، وجميل إنعامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وحبيبه ونبيه، المصطفى من خيرته، صلى الله وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء وجميع المرسلين، وآل كل منهم وصحبهم وأتباعهم الصالحين منهم إلى يوم الدين.
صفحہ 2
أما بعد، فإن كتابي هذا جمعته لنفسي ولمن ينتفع به من بعدي،
وسبب جمعي له أني وقفت على كتاب في الأنساب إلى القبائل والآباء وتطلعت نفسي إلى الأنساب إلى البلدان، ولم أقف فيه على كتاب يخصه، ثم إني وقفت على مسودة للقاضي مسعود بن سعد بن أحمد أبي شكيل الأنصاري الخزرجي، ذكر فيها جملة من البلدان مقتصرا على ذكر البلد وصفتها وبعض من ينسب إليها من العلماء والرؤساء المشهورين، ولم يتمه بل وصل فيه إلى آخر باب الراء، ثم ذكر بعد ذلك في حروف متفرقة، من كل حرف بلدة أو بلدين، فهممت بإتمامه وتبييضه، ففقدت النسخة المذكورة مدة طويلة، ولم أظفر بها، فشرعت في جمع شيء من ذلك حاذيا حذوه في الضبط والتبيين، فجمعت من ذلك جملة صالحة أخذت غالبها من تاريخ القاضي ابن خلكان، ولم يكن عندي من تاريخ ابن خلكان نسخة تامة بل أجزاء متفرقة، وأخذت بعض ذلك من طبقات السبكي الكبرى، ومن تاريخ الفاسي، ومن تاريخ الجندي، وغير ذلك، ثم إني رأيت ذلك قليل الجدوى والنفع، فضممت إليه من ينسب إلى تلك البلدة من المحدثين المشهورين وغيرهم لاحتياج قارىء الحديث وطالب الفقه إلى معرفة ذلك، وإن كان ثمة من يشبه نسبه نسب المنتسب إلى تلك البلدة، وهو منسوب إلى غيرها، إما بلدة أخرى، أو أب أو قبيلة بينته
صفحہ 3
وعمدتي في ذلك كتاب "ما اتفق لفظا واختلف وضعا" للشيخ الحافظ شمس الدين الذهبي، وكتاب "تبصرة المنتبه بتحرير المشتبه" للحافظ أبي الفضل بن حجر، وأكثر اعتمادي على الثاني لالتزامه الضبط باللفظ بخلاف الأول فإنه اكتفى بضبط القلم، وقد أخل به النساخون مع أن النسخة التي وقفت عليها من الكتابين المذكروين كثيرة السقم والتحريف، إلا إني أبلغت جهدي في تحقيق ذلك من كتب اللغة كالقاموس للمجد الشيرازي، وتكملة الصحاح للإمام الصغاني، فما نقلته عن أبي نقطة، أو أبي العلاء الفرضي، أو ابن ماكولا، والخطيب، فمن الكتابين المذكورين، وما نقلته من غير الكتابين المذكورين عزوته إلى قائله، ثم ظفرت بمسودة القاضي مسعود فنقلت منها أشياء لم أكن ذكرتها، وما نقلته عنه عزوته إليه، وحيث أطلقت الحافظ كذكر الحافظ أو قال الحافظ فأردت به الحافظ أبا الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وحيث أطلقت الزوائد، فالمراد ما زاده الحافظ ابن حجر في التبصرة على كتاب الذهبي، وحيث قلت كذا في الكتابين فالمراد كتاب الذهبي وكتاب ابن حجر المتقدم ذكرهما، وحيث قلت: قالا بالتثنية أو قال الحافظان، فالمراد الذهبي وابن حر، وهذا حين الشروع في المقصود والله المستعان في جميع الأمور، وهو حسبنا ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله تسليما كثيرا.
حرف الهمزة
الآبندوني: نسبة إلى آبندون بمد الهمزة ثم موحدة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم دال مهملة مضمومة ثم واو ساكنة ثم نون، قرية من قرى جرجان ينسب إليها الحافظ أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني الآبندوني حدث عن أبي خليفة وابن خزيمة والحسن وسفيان وحدث عنه رفيقه أبو بكر (الشالنجي) والبرقاني وأبو نعيم وغيرهم وكان حافظا رحالا ثقة لكنه عسر في الحديث، ذكر الحافظ أبو عمرو بن الصلاح في كتابه "علوم الحديث" أن الخطيب أبا بكر الحافظ سأل شيخه أبا بكر البرقاني الفقيه الحافظ عن السر في كونه يقول فيما رواه لهم عن أبي القاسم الأبندوني المذكور سمعت، ولا يقول حدثنا ولا أخبرنا فذكر له: أن أبا القاسم كان مع ثقته وصلاحه عسر الرواية، فكان البرقاني يجلس بحيث لا يراه أبو القاسم ولا يعلم بحضوره فيسمع منه ما يحدث به الشخص الداخل عليه فلذلك يقول سمعت ولا يقول حدثنا ولا أخبرنا لأن قصده (كان الرواية للداخل إليه وحده).
صفحہ 4
الآبلي: بهمزة ممدودة ثم موحدة مكسورة ثم لام نسبة إلى آبل كصاحب قرية بحمص وقرية بدمشق وهي آبل السوق، منها: أبو طاهر الحسين بن عامر المقري إمام جامع دمشق كذا في "القاموس" قال في التبصرة روى عن أبي علي بن جابر الفرائضي وعنه الكناني انتهى، قال في "القاموس" وآبل أي كصاحب قرية بنابلس وموضع قرب الأردن وهو آبل الزيت انتهى، وأما محمد بن إبراهيم الآبلي فبالمد وضم الموحدة مخففا شيخ أهل المغرب في أصول الفقه وهو الذي أدخل شرح ابن الحاجب وغيره من مصفنات العجم لتلك البلاد قال الحافظ ابن حجر: أخذ عنه جماعة من مشايخنا منهم أبو عبد الله بن عرفة وأبو زيد بن خلدون.
الآبري: نسبة إلى آبر بمد الهمزة وضم الموحدة ثم راء، قرية من قرى سجستان إليها ينسب أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري السجزي الحافظ صاحب "مناقب الشافعي" سمع من ابن خزيمة وطبقته وأخذ عنه علي بن بشر الليثي السجستاني ذكره الذهبي في "المتفق وضعا والمختلف لفظا" وأما الإبري بالكسر وفتح الموحدة وبعدها راء فنسبة إلى الإبر جمع إبرة التي يخاط بها، وإلى ذلك ينسب جماعة منهم: فخر النساء شهدة بنت أبي نصر بن الفرج بن عمر الإبري الكاتبة الدينورية الأصل البغدادية المولد والوفاة كانت من العلماء وكتبت الخط الجيد وسمع عليها خلق كثير وكان لها السماع العالي ألحقت الأصاغر بالأكابر واشتهر ذكرها وبعد صيتها وتوفيت عصر الأحد 13 المحرم سنة 574.
الآبي: بمد الهمزة وتخفيف الموحدة، قرية من قرى ساوة إليها ينسب جماعة منهم: أبو سعد منصور بن الحسن صاحب مصر وأبة أيضا قرية من قرى أصبهان.
الآثاري: بالمد ثم مثلثة ثم ألف ثم راء، نسبة إلى الآثار النبوية التي كانت قديما بيد الخلفاء كالقضيب الممشوق وغيره. وأما الأثري بالقصر وفتح المثلثة وكسر الراء المهملة نسبة إلى الأثر فكثير منهم الحسن عبد الملك الخلال الأثري الأصبهاني.
صفحہ 5
الآخري: بالمد وضم الخاء المعجمة المخففة وتخفيف الراء نسبة إلى آخر على مثال آمل طبرستان قصبة دهستان ينسب إليها جماعة من المحدثين منهم أبو القاسم إسماعيل بن أحمد الآخري الزاهد أخد عن أبي حاتم وعنه حمزة السهمي أيضا، ومنهم أبو الفضل محمد بن علي بن عبد الرحم?ن الآخري الدهستاني شيخ لأبي سعيد السمعاني قال فيه: كان أديبا متكلما يقال اسمه خزيمة، ومنهم أبو عمرو محمد بن علي بن محمد بن حارثة الآخري حدث عن مسعود البجلي.
الآرمي: نسبة إلى آرم بمد الهمزة وكسر الراء ثم ميم كصاحب، بلد بمازندران منه خسرو بن حمزة المؤدب وآرم أيضا قرية قرب دهستان.
آرام: كأنه جمع أرم وهو حجارة تنصب كالعلم، اسم جبل قريب من المدينة وفيه يقول القائل:
ألا ليت شعري هل تغير بعدنا
آروم فآرام فشابة فالحضر
وهل تركت أبلى سواد جبالها
وهل زال بعدي عن قنينية الحجر
وذات آرام جبل بديار الضباب، وفيه يقول القائل:
خلت ذات آرامم ولم تخل عن عصر
وأقفرها من حلها سالف الدهر
وفاض اللئام والكرام تغيظوا
فذلك بال الدهر إن كنت لا تدري
آره: بمد الهمزة وكسر الراء وآخره هاء، جبل قرب المدينة من أشمخ ما يكون في الجبال، من حواليه عيون على كل عين قرية، فمنها الفرع والمضيق قريتان كبيرتان وأم العيال صدقة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وغير ذلك من القرى، وفي كل هذه القرى نخيل ومزارع وهي من السقيا على ثلاث مراحل عن يسار مطلع الشمس وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان وجميع هذه المواضع مذكورة في الأخبار والسير والله أعلم.
صفحہ 6
الآزاذداري: نسبة إلى آزاددار بمد الألف وفتح الزاي وسكون الذال المعجمة في آخره راء، من قرى جوين من نواحي نيسابور، إليها ينسب الفقيه الأديب هارون بن محمد الآزاذداري. قال الحاكم: سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي وأقرانه وكتب بالري وبغداد قبل العشر والثلاثمائة وكان إذا ورد البلد يعني نيسابور يهتز مشايخنا لوروده، ثم روى عنه الحاكم حديثا واحدا ولم يزد في ترجمته ، ذكره السبكي في طبقاته.
آشير: بمد الهمزة وكسر الشين المعجمة وسكون المثناة من تحت ثم راء، قرية من أفريقية، وأما أشير بالقصر فسيأتي قريبا إن شاء الله تعالى.
الآشجي: بالمد وكسر الشين المعجمة محمد بن زيد الآشجي سمع أبا علي الزعفراني وعنه أحمد بن القاسم الكرابيسي، قال الماليني: هو بكسر الشين منسوب إلى قرية الحافة عمل مرو يقال لها منسك على غير قياس.
الآفراني: نسبة إلى آفران بمد الهمزة المفتوحة وضم الفاء ثم راء ثم ألف ونون، قرية بنسف إليها ينسب الإمام أبو تمام عبد السلام بن إسحاق بن المهتدي الحامدي الآفراني كان أديبا شاعرا فقيها سمع أبا الحسن المحمودي والشيخ أبا زيد الفقيه المروزي وغيرهما، مات في شوال سنة أربعمائة كذا نقلته في تاريخ ابن خلكان أو من طبقات السبكي الكبرى أشك في ذلك.
الآمدي: نسبة إلى آمد بالمد وكسر الميم ثم دال مهملة، بلد بالثغور. قال القاضي مسعود: وهي مدينة كبيرة في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم، منها سيف الدين علي بن أبي علي الثغلبي الفقيه، كان حنفيا ثم صار شافعيا، وكان في المعقول والمنقول فارس الميدان توفي بدمشق سنة 631 ودفن بسفح جبل قاسيون، من ابن خلكان.
صفحہ 7
الآملي: نسبة إلى آمل بالمد وضم الميم ثم لام كآنك، قصبة طبرستان وهي أعظم مدنها، منها الإمام محمد بن جرير الطبري، ومنها الشيخ الكامل أبو العباس أحمد بن محمد القصاب صاحب الكشف والفراسة المشهور بالكرامات صحب الشيخ أبو الحسن الخرقاني والشيخ أبو عبد الله الداستاني البسطامي والشيخ أبو سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني، ومنها القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه الشافعي كان صاحب أصول وفروع، وله تصانيف كثيرة واستوطن بغداد، وولي القضاء بكرج بعد موت أبي عبد الله الصيمري. تلمذ عليه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وآمل أيضا بلد على ميل من جيحون. قال في "القاموس". وبعضهم يقول فيه أي في الثاني.
آمو: بواو بعد الميم. قال: والصواب آمل أي بلامم، منه عبد الله بن حماد بن عيسى الآملي شيخ البخاري، وأحمد بن عبدة شيخ أبي داؤد انتهى، قال أبو عمرو بن الصلاح: وما ذكره أبو علي الغساني ثم القاضي عياض المغربيان من أنه يعني عبد الله بن حماد بن عيسى شيخ البخاري منسوب إلى آملة طبرستان فهو خطأ انتهى.
الآموي: نسبة إلى آمويه بالمد وضم الميم أو فتحها مثل خالويه. قال الحافظ: كذا ضبطها أبو سعيد الماليني وتبعه الرشاطي وابن السمعاني وابن الأثير وقالوا: أنها مدينة بشط جيحون انتهى. إليها ينسب عبد الله بن علي الوزيري الآموي الزاهد شيخ لأبي سعيد الماليني. قالوا: ومنها أحمد بن علي الآملي شيخ الترمذي، وخلف بن محمد الخيام مشهور. قال الحافظ: وهذان إنما يقال فيهما باللام انتهى، وتقدم قريبا عن "القاموس" أن آمل جيحون يقال له أيضا آمو بالواو وأن الصواب آمل باللام والله سبحانه أعلم
الآمي: بالمد وتخفيف الميم نسبة إلى آم تنسب إليه الثياب الآمية. وآم أيضا قرية بالجزيرة.
صفحہ 8
أباض: بضم الهمزة وبعدها موحدة وآخره ضاد معجمة كغراب، قرية بالبحرين لم ير أطول من نخلها، وأما الإباضية بكسر الهمزة طائفة من الخوارج فمنسوبون إلى شيخهم عبد الله بن أباض التميمي.
أبارق: كجمع أبرق موضع بكرمان.
أبرق العزاف: بعين مهملة وزاي مشددة وآخره فاء معجمة بين المدينة والربذة على عشرين ميلا منها، به آبار قديمة غليظة الماء سمي بذلك لأنه كان يسمع به عزيف الجن أي صوتهم، وروى ابن إسحاق أن خريم بن فاتك قال لعمر بن الخطاب: ألا أخبرك ببدء إسلامي بينما أنا في طلب نعمم لي إذ أجنني الليل بأبرق العزاف فناديت بأعلى صوتي أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهائه وإذا بهاتفف يهتف بي:
عذ يا فتى بالله ذي الجلال
والمجد والنعماء والإفضال
واقتر آيات من الأنفال
ووحد الله ولا تبال
فرعت من ذلك روعا شديدا فلما رجعت إلي نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول
أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما السبيل؟
قال فقال:
هذا رسول الله ذو الخيرات
يدعو إلى الخيرات والنجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة
ويزع الناس عن الهناة
ثم ذكر شعرا آخر ومجيئه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسلامه.
وأبرق خنزب: محمى ضربه به معدن فضة كثير النيل وأبرق الدبا بالحمى أيضا، قال شيخنا الشريف في تاريخ المدينة: والأبارق كثيرة وهي لغة الموضع المرتفع ذو الحجارة والرمل والطين انتهى، وإنما اقتصرت على هذه الثلاثة لقربها من المدينة الشريفة وقد يتطلع إلى معرفتها المعتني بالأخبار والآثار النبوية.
صفحہ 9
الإبي: بكسر الهمزة وتشديد الموحدة نسبة إلى إب مدينة باليمن تحت جبل بعدان وبها أسواق وأوعاد مقصودة من جهة الجند والمعافر وذمار وغير ذلك وهي كثيرة المياه وأصل وادي لحج، يأتي الماء من ميتم وينصب في ضاحي جامعها وينحدر حتى يبلغ إلى لحج وما ذكرته في ضبطها بكسر الهمزة هو الذي اقتصر عليها الصغاني في التكملة فقال: إب بلكسر قرية باليمن في مخلاف جعفر انتهى، وهو المشهور على ألسنة الناس. وضبطها القاضي مسعود باشكيل بفتح الهمزة، وقال في "القاموس": الأب أي بالفتح الكلا والرعي، وبلد باليمن وبالكسر قرية باليمن انتهى. وإليها ينسب عبد الله بن الحسن الأبي الهاشمي.
الأبي: بالضم نسبة إلى أبه بضم الهمزة وتشديد الموحدة ثم هاء، قرية من قرى تونس، قال في "القاموس": قرية بأفريقية انتهى، إليها ينسب محمد بن عبد الله بن سليمان الكلبي القيرواني الأبي المقري، مات سنة أربعمائة وعشرين، ومحمد بن خلف الأبي الأصولي عالم المغرب بالمعقول، سكن تونس، وكان معاصرا لابن حجر.
وأبة: بالفتح والتشديد، اسم رجل سميت به القريتان بلحج، أبه العليا وأبه السفلى أضيفت إليه فعرفتا ببنا أبه العليا وبنا أبه السفلى ثم تصرفت فيه العامة فقالوا منيبة العليا ومنيبة السفلى، وأما عبد الرحمن بن عبد المعطي الأنصاري الأبي فبضم الهمزة وفتح الموحدة قبل ياء النسبة مثلها ثقيلة فنسبة إلى جده أبي.
الأبذي: نسبة إلى أبذة بضم الهمزة وتشديد الموحدة وفتحها وكسر الذال المعجمة، بليدة بالأندلس ينسب إليها جماعة.
الابراهيمي: نسبة إلى إبراهيمية، قرية بواسط، وقرية بجزية ابن عمر، وقرية بنهر عيسى.
صفحہ 10
الأبرقوهي: نسبة إلى أبرقوه بفتح الهمزة والموحدة وسكون الراء وضم القاف وسكون الواو ثم هاء، على وزن سقنقور، بلدة مشهورة بأرض فارس وهم يسمونها وركوه يعني قرب الجبل لأن بها تلا عظيما، حكي في سبب ذلك التل أن سعدى بنت تبع زوجة كيكاوس راودت ابن زوجها ساوس بن كيكاوس عن نفسه فامتنع عليها فكادته عن أبيه فأخبرت أباه أن ابنه ساوس راودها عن نفسها فغضب كيكاوس وكان من عادتهم دخول النار يمينا لهم فإن دخل وخرج سالما منها فهو بار وإلا فلا فأمر أبوه بتأجيج نار عظيمة بأبرقوه فدخلها ساوس وخرج سالما فانتفت التهمة عنه، فذكر أن ذلك التل العظيم بأبرقوه هو رماد ساوس، ينسب إليها الوزير أبو القسم أحمد بن علي، وأبرقوه أيضا على ست مراحل من نيسابور.
أبروق: بضم الهمزة وسكون الموحدة وضم الراء وسكون الواو ثم قاف كعصفور، موضع ببلاد الروم يزوره المسلمون والنصارى.
أبلى: كحبلى، جبال بقرب المدينة فيها مياه ومنها بئر معونة وذو ساعدة وذو حماحم أو جماجم والوسناء وهذه لبني سليم هي قنان متصل بعضها ببعض، وعن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أرض بني سليم وهو يومئذ ببئر معونة بحرف أبلى، وأبلى من الأرحضية وقران.
الأبلق: بالفتح وسكون الموحدة وفتح اللام ثم قاف، حصن للسموأل بن عاديا بناه أبوه أو سليمان بن داؤد، على نبينا وآله وعلى داؤد وسليمان وجميع الأنبياء الصلاة والسلام، قصدته الزباء فعجزت عنه فقالت: "تمرد مارد وعز الأبلق".
صفحہ 11
الأبلي: نسبة إلى الأبله بضم الهمزة والباء الموحدة وقيدها الحافظ في التبصرة بالفتح واللام المشددة المفتوحة وبعدها هاء ساكنة، بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة وهي اليوم من البصرة، ونهرها من جنان الدنيا وإحدى المتنزهات الأربع التي هي شعب بوان وغوطة دمشق، وصغد سمرقند، ونهر الأبله، إليها ينسب جماعة، منها شيبان بن فروخ شيخ مسلم، والوليد بن محمد بن صالح روى عن مبارك بن فضالة وغيرهما، وأما أبو طاهر الحسين بن علي القمري إمام جامع دمشق فقد قدمنا عن القاموس إنه بمد الهمزة نسبة إلى آبل السوق قرية بدمشق، ومقتضى كلام الحافظ في التبصرة إنه منسوب إلى إبل السوق بهمزة مكسورة وموحدة، والله أعلم، يحكى أن بكر بن نطاح مدح أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي بأبياتت، منها:
يا طالبا للكيميا وعلمه
مدح بن عيسى الكيميا الأعظم
لو لم يكن في الأرض إلا درهم
ومدحته لأتاك ذاك الدرهم
فأعطاه أبو دلف على هذين البيتين عشرة آلاف درهم، فأغفله أياما ثم دخل عليه وقد اشترى بتلك الدراهم قرية في نهر الأبله، فأنشده:
بك ابتعت في نهر الأبله قرية
عليها قصير بالرخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها
وعندك مال للهبات عتيد
فقال له: وكم ثمن هذه الأخت؟ قال: عشرة آلاف درهم فدفعها إليه، ثم قال له: تعلم أن نهر الأبله عظيم وفيه قرى كثيرة وكل أختت إلى جانبها أخرى وإن فتحت هذي الباب اتسع علي هذي الخرق فاقنع بهذه ونصطلح عليها فدعا له وانصرف.
صفحہ 12
الأبواء: بالفتح وسكون الموحدة وفتح الواو وبعده ألف ممدودة على وزن فعلاء، سئل كثير عزة: لم سميت الأبواء؟ فقال: لأنهم تبوؤوها منازل، وقيل: لأن السيول تبوأها أي تحلها، وهي قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثمانية وعشرون ميلا فيكون الأبواء على خمسة أيام من المدينة وقد جاء ذكرها في حديث الصعب بن جثامة وغيره، وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد زار صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه بالأبواء فبكى صلى الله عليه وآله وسلم وأبكى من حوله.
الأبوابي: بالفتح وموحدتين بينهما واو وألف، نسبة إلى باب الأبواب ينسب إليه جماعة منهم: عبد الله بن أحمد الأبوابي.
دير أبون: بضم الموحدة المشددة ثم واو ساكنة ثم نون، أو دير بينون بالجزيرة، وبقربه أزج عظيم يقال إنه قبر نوح على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام.
صفحہ 13
الأبهري: بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الهاء وبعدها راء مهملة نسبة إلى أبهرزنجان، مدينة بعراق العجم من زنجان وقزوين كثيرة المياه والأنهار بناها سابور ذو الأكتاف، حكى أنها كانت عيونا كلها فسدها بالصوف والجلود وبنى المدينة عليها: ينسب إليها جماعة، منهم: أبو بكر عبد الله بن طاهر من أجل المشايخ، وكان من أقران الشبلي بقرب الثلاثين والثلاث مائة، ومنهم الإمام عبد المحسن بن أبي العمير بن خالد بن الشهيد عبد الغفار بن إسماعيل بن أحمد بن الحسين بن محمد الأبهري أبو طالب الحفيفي المنعوت بالحجة الفقيه الشافعي الصوفي تفقه بهمذان على أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني وببغداد على الفخر النوقاني، وسمع بها الحافظ أبا موسى المديني وغيره، ولبس منه خرقة التصوف وسمع بهمذان والقاهرة والاسكندرية ومكة والمدينة وبغداد، وسمع منه غير واحد ورتب إماما بمقام إبراهيم الخليل. وكان كثير المجاهدة والعبادة، دائم الصوم سفرا وحضرا، ذا قدم ثابت في التصوف ومعرفة المشايخ وأحوال القوم ومعرفة بالحديث وحفظ وإتقان، توفي بمكة سابع أو ثامن صفر سنة أربع وعشرين وستمائة ودفن بالمعلاة وقبره بها معروف بقبر إمام الحرمين مشهور باستجابة الدعاء عنده، وسئل عن مولده فذكر: أنه يوم الأربعاء ثالث وعشرين شهر رجب سنة ست وخمسين وخمسمائة، وسئل عن نسبته إلى الحفيفي فقال إلى قبيلة ذكره الفاسي في تاريخه.
صفحہ 14
الأبياري: بفتح الهمزة وسكن الموحدة وبعدها مثناة من تحت مفتوحة ثم ألف وراء مهملة نسبة إلى أبيار. قال القاضي مسعود أبو شكيل: بلدة قرب الاسكندرية بها معدن القطرون، وأما الثوب الذي يقال له الأبياري فإنه ليس من شغل أبيار وإنا ينسب إليها لأنه يحمل من اسكندرية ومصر إلى أبيار فتغسل وتقصر هناك لطيب المحل فإنه يعطي الثوب طراوة ما ليس لثوبب آخر مثله ولو غسل في غير ذلك الموضع وهذا مشهور انتهى. ينسب إليها جماعة من الحفاظ منهم علي بن إسماعيل الربعي الأبياري.
روى عنه السلفي بالاجازة ومات سنة 518 والفقيه أبو الحسن علي بن إسماعيل التكاني ثم الأبياري شارح "البرهان في أصول الفقه" سمع أبا الطاهر بن عون وأخذ عنه ابن الحاجب وغيره، وولداه حسن وعبد الله ذكرهما منصور بن سليم في الذيل بالعلم، ونور الدين بن علي بن يوسف بن علي بن إسماعيل الأبياري الدمشقي شيخ أهل العربية في عصره. قال الحافظ بن حجر: جالسته واستفدت منه.
مات بدمشق سنة أربع عشرة وثمان مائة، والله ينفع به.
الإبياني: بكسر الهمزة وسكون الموحدة ثم مثناة من تحت وبعد الألف نون، نسبة إلى أبيان من عمل الري إليها ينسب أبو بكر بن زيد الابياني المعلم ذكره أبو سعد الماليني، قال الحافظ: ومن أبيانه قرية من قرى جيزة مصر جماعة.
وأما الأبناءي: بنون بعد الموحدة وهمزة بعد الألف، نسبة إلى أبناء الفرس الذين تولوا اليمن لما جهزهم كسرى مع سيف بن ذي يزن إلى (ملك) الحبشة الذين تغلبوا على اليمن فطردوا الحبشة عن اليمن، منهم وهب بن منبه وطاؤوس، وغيرهم. قال القاضي مسعود بن سعد أبو شكيل: والأبناوي لقب الإمام محمد بن يوسف بن يعقوب الأبناوي أخذ عنه الإمام أحمد بن حنبل انتهى.
الأبيض: كالأسود جبل مكة، وقصر كان للأكاسرة وكان من العجائب إلى أن نقضه المكتفي وبنى بشرافاته أساس التاج وبأساسه شرفاته فعجب الناس من هذا الانقلاب.
صفحہ 15
الأبيني: بفتح الهمزة وسكون الموحدة وبعدها مثناة من تحت ثم نون، نسبة إلى أبين، وهي من بلاد اليمن بالقرب من عدن بينها وبين عدن أقل من مرحلتين، قال القاضي مسعود: وشرقها أحور وغربها لحج وشمالها جبل يافع وجنوبها البحر، وأهلها أصلح الناس مزاجا وهي أطيب النواحي ماء وهواء وتربة، ومدنها المشهورة خنفر والمحل وكان فيها من قديم الزمان قرى ومدن خربت وبقيت بلا ساكن، وبها أيضا موضع عند البحر من الجنوب قرية تسمى الرباط للفقيه سالم وقبره بها وله أسباط صالحون ضعفاء نفع الله بهم، وسيأتي ذكر خنفر والمحل في محلهما إن شاء الله تعالى. وذكر السهيلي في شرح السيرة في قصرة شق وسطيح عن ابن ماكولا: أن أبين هو أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع من حمير أو ابن حمير سميت به البلد قال السهيلي: وتقدم قول الطبري أن عدن وأبين أبناء عدنان سميت بهما البلدتان انتهى.
صفحہ 16
الأبيوردي: نسبة إلى أبيورد بفتح الهمزة وكسر الموحدة وسكون التحتانية وفتح الواو وسكون الراء بعدها دال مهملة، بليدة بخراسان ينسب إليها جماعة من الأعيان منهم الامام أبو سهل أحمد بن علي المعروف بالأبيوردي أحد ؤمة الدنيا علما وعملا قال: كنت أتبزز في عنفوان شبابي فبينما أنا في سوق البزازين بمرو رأيت شيخين لا أعرفهما فقال أحدهما لصاحبه: لو اشتغل هذا بالفقه لكان إماما للمسلمين، فاشتغلت به حتى بلغت فيه ما ترى، وروى الحديث عن أبي بكر محمد بن عبد الله الأودني والحسن بن الحسن الحليمي وغيرهما، وما ذكرته في الضبط وإنه منسوب إلى بليدة بخراسان نقلته من تاريخ ابن خلكان أو من طبقات السبكي الكبرى الشك مني في أحدهما، وأما القاضي مسعود فذكر الأيبوري نسبة إلى أيبورد بتقديم الياء الساكنة على موحدة مضمومة وبعدها واو ثم راء ثم قال: لا أعلم هذه النسبة إلى أي شيء ولا ذكرها وغالب ظني أنها قرية، قال: ومن المنسوب إليها أبو منصور الذي نقل ابن كج أنه حكى عن القاضي أبي حامد أن المرأة إذا تبرعت وسلمت نفسها حتى وطيها الزوج كان لها الامتناع كمذهب أبي حنيفة، ومنها أبو يعقوب بن يوسف بن محمد تخرج بأبي طاهر الزيادي وصنف التصانيف السائرة والكتب الفائقة الساحرة وما زالت به جودة ذهنه وسلاطة فهمه وذكاء قلبه حتى احترق حسنه واعتضد غضنه، وأن الشيخ أبا محمد الويني تفقه عليه، وأن من تصانيفه كتاب "المسائل" في الفقه يفزع إليها الفقهاء ويتنافس فيه العلماء، ونمها أبو سهل أحمد بن علي المعروف بالأبيوردي ذكره العبادي في طبقاته، وقال غيره: إنه كان تلميذ الأودني قرأ عليه المتولي ببخارى، ونقل عنه أنه لو قال الخاطب لولي المرأة زوجت نفسي (بنتك) فقبل الولي صح العقد وإن القاضي حسين منعه، انتهى كلام القاضي مسعود. وقد ظهر مما قدمناه أن أبا سهل أحمد بن علي الأبيوردي منسوب إلى أبيورد بموحدة ثم تحتانية بلدة بخراسان، والظاهر أن أبا منصور وأبا يعقوب المذكورين منسوبان إليها والله أعلم.
الإتربي: بكسر الهمزة والراء بعد الموحدة ياء، النسبة إلى قرية بمصر تسمى إترب كالإتريبي إلى إتريب كذا في "المطالع"، انتهى ما ذكره أبو شراحيل في شرح السنة.
الأتزازي: نسبة إلى أتزاز بضم الهمزة وسكون المثناة فوق وزايين معجمتين بينهما ألف، مدينة كبيرة بالترك على شط جيحون. قال في التبصرة: إليها ينسب فقيه كان بمصر بعد السبع مائة والقوام الإتقاني الحنفي ولي تدريس السرغتمشية أول ما فتحت وشرح "الهداية".
الأثاية: بالضم والكسر ومثلثة ثم ألف ثم ياء، موضع بين الحرتين بطريق الجحفة إلى مكة.
الأثيل: تصغير الأثل بالمثلثة، موضع قرب المدينة بين بدر ووادي الصفراء وهناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب وكان النبي صلى الله عليه وسلمقتل عنده النضر بن الحارث منصرفه عن بدر، فقالت قتيلة بنت النضر ترثي أباها وتمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
يا راكبا إن الأثيل مظنة
من صبح خامسة وأنتت موفق
أبلغ بها ميتا فإن تحية
ما إن تزال بها الركائب تخفق
مني إليه وعبرة مسفوحة
جادت لمائحها وأخرى تخنق
فليسمعن النضر ما ناديته
إن كان يسمع ميت أو ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه
لله أرحام هناك تشقق
أمحمد ولأنت نجل نجيبة
من قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو مننت وربما
من الفتى وهو المغيظ المحنق
والنضر أقرب من أصبت وسيلة
وأحقهم إن كان عتقا يعتق
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شعرها رق لها وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله لوهبته لها.
الاجائي: نسبة إلى أجا. قال الصغاني في التكملة: أجأ مؤنث غير منصرف وصرفها امرؤ القيس في ضرورة الشعر في قوله.
أبت أجاء أن تسلم العام جادها
صفحہ 18
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل ومن العرب من لا يهمز أجأ. قال ابن الكلبي: وهي لبني شهاب خاصة وسلمى لسائر طي وتزعم العرب أن أجا في الأصل كان اسم رجل وكان عاشقا سلمى، وكانت العوجا امرأة أخرى تجمع بينهما وأنهم أخذوا فصلبوا على هذه الجبال يعني أجا وسلمى والعوجا فسميت الجبال بأسمائهم، وقال ابن حبيب: أجا هو ابن عبد الحي عشيق سلمى بنت حام بن خمي من بني عمليق بن حام وهي أول امرأة سميت بسلمى فهرب بها أجا فاتبعها إخوتها ومنهم العميم وفدك وقائد يعني قيدا والحدثان والمظل فأدركوهم بالجبلين فأخذوا سلمى فنزعوا عينيها ووضعوها على دى الجبلين فسمي سلمى وكفتوا أجا معه على الجبل الآخر فسمي أجا قاله ثعلب عن ابن الأعرابي، والنسبة إليه الأجييون مثل الاجعيون.
أجرب: بالجيم والموحدة كأحمد، موضع من منازل جهينة بناحية المدينة، وأجرب موضع آخر بنجد، قال أوس بن قتادة:
أفدي ابن فاختة المقيم بأجرب
بعد الظعان وكثرة الترحال
خفيت منيته ولو ظهرت له
صفحہ 19
لوجدته صاحب جراءه وقتال أحجار الزيت: موضعان أحدهما بالمدينة قريب من الزوراء وهو موضع صلاة الاستسقاء، قال ابن جبير: هو حجر موجود مزار، يقال إن الزيت رشح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك الحجر، قيل: سميت بذلك لأن الزياتين كانوا يضعون رواياهم عليها وهو المراد بحديث أبي داود واللفظ له والترمذي والحاكم وابن حبان في صحيحه عن عمير مولى آبي اللهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستسقى عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء ويدعو رافعا يديه قبل وجهه، وفي رواية عن محمد بن إبراهيم أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه، والموضع الثاني بمنازل عبد الأشهل بالحرة (وبه) كانت وقعة الحرة وإياه أراد كعب الأحبار في قوله إنه يجد في كتاب الله تعالى أنها ستكون بالمدينة ملحمة عند أحجار الزيت،قال شيخنا الشريف السمهودي: ولعله المراد بحديث يا أبا ذر كيف بك إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت في الدم، قال: قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت معه. وفي رواية ابن ماجه: كيف أنت وقتل يصيب الناس حتى تغرق أحجار الزيت بالدهر، قال: عليك بمن أنت معه. وفي رواية ابن ماجه: كيف أنت وقتل يصيب الناس حتى تغرق أحجار الزيت بالدهر، قال شيخنا الشريف: واشتبه على المرجاني أحد الموضعين بالآخر، فقال: إن الحرة قلعة تسمى أحجار الزيت لسواد أحجارها كأنها طليت بالزيت، وهو موضع كان يستسقي فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال شيخنا: والاستسقاء إنما كان بالموضع الذي بقرب الزوراء كما سبق.
صفحہ 20
أحد: بضمتين مهملتين، جبل على ثلاثة أميال من المدينة سمي بذلك لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر هنالك، قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم: أحد جبل يحبنا ونحبه أي يحبنا أهله وهم الأنصار، وقيل إنه كان إذا رآه عند القدوم من أسفاره يبشره بالقرب من أهله ولقائهم وذلك فعل المحب، وقيل بل حبه حقيقة وضع الحب فيه كما وضع التسبيح في الجبال المسبحة مع داؤد والخشية في الحجارة التي تهبط من خشية الله، ولهذه المحبة مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "المرء مع من أحب"، ناسب كونه في الجنة كما في تفسير ابن سلام أنه ركن لباب الجنة، في أحد قبر هارون أخي موسى عليهما السلام كانا قد مرا به حاجين أو معتمرين فقبض هارون فزاره موسى عليهما السلام فيه وكانت به الغزوة المشهورة التي قتل فيها حمزة عليه السلام في سبعين من المسلمين رحمهم الله، وكسرت رباعيته صلى الله عليه وآله وسلم، وشج وجهه، وكان يوم بلاء وتمحيص، وروى من حديث أنس مرفوعا تجلى الله عز وجل للطور طورسينا فتشظا منه شظايا فنزلت بمكة ثلاث، حراء، وثبير، وثور، وبالمدينة، أحد، وعير، وورقان.
الإحسائي: بكسر الهمزة وسكون الحاء المهملة وبعدها سين مهملة نسبة إلى الإحساء، وهي بلدة في نواحي فارس والبحرين منها جنابة وهجر ذكرها القاضي مسعود ولم يذكر من ينسب إليها.
الأحوري: نسبة إلى أحور بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وفتح الواو بعدها راء مهملة، قال القاضي مسعود: كانت في القديم سلاطينها من كندة يسمون آل شجوة والآن صارت في حكم آل يحيى من بني إبراهيم يسمون الجحافل وفيها بندر ترسي فيه الخواطف من الشحر وبربرة وعدن وغيرهم، وهي ذات فروع تسقى بماء المطر، وفيها قبر مشهور بالبركة يقال له الشيخ عمرو بن ميمون.
صفحہ 21
الأحقافي: نسبة إلى الأحقاف وهي الرمال واحدها حقف. قال القاضي مسعود: واختلفوا في أي موضع هي على أقوال أصحها الشحر باليمن على ساحل بحر الهند وهو مسكن قوم عاد المذكورة في قوله تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} (الأحقاف: 21) وقال سعيد بن المسيب: كانت منازلهم باليمن ومهرة وكانوا أصحاب جبابرة قد خصوا بالطول والقوة فكان الرجل يأتي بالصخرة فيحملها على الحي فيهلكهم، وقضيتهم مشهورة في التفاسير من خروج وفدهم إلى مكة واستسقائهم لقومهم فأرسل الله عليهم الريح العقيم فخرجت عليهم في واد لهم يقال له مغيث فلما رؤوها استبشروا بها، وقالوا هذا عارض ممطرنا، فقال لهم هود عليه السلام ما قال الله تعالى: {بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر بها} (الأحقاف: 24) أي متتابعة ابتدأت غدوة الأربعاء وسكنت في آخر اليوم الثامن، فكانت تقلع الشجر وتهدم البيوت ومن لم يكن في بيه أهلكته في البراري والجبال، قال ابن مسعود: لم تجر الريح قط إلا بمكيال إلا في قصة عاد عتت على الخزان فغلبتهم، فلم يعلموا مقدار مكيالها فذلك قوله تعالى: {فأهلكوا بريح صرصر عاتية) }(الحاقة: 6) والصرصر ذات الصوت الشدي، كان هود صلى الله على نبيئنا وآله وعلى جميع الأنبياء قد اعتزل هو ومن آمن معه وهم أربعة آلافف في حضيرة فكان ما يصيبهم منها إلا ما بين يلين الجلود وتلتذ به النفوس، قال تعالى: {ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا}، (هود: 58) وكان مرثد بن سعد قد آمن بهود عليه السلام وكان يكتم إيمان، فكلما خرج وفدهم للاستسقاء خرج معهم، فلما آرادوا دخول الحرم أظهر إسلامه، ولما نشأت لهم السحابة عند الاستقساء نودوا منها: اختاروا، قال مرثد: يا رب أعطني صدقا وبرا فأعطي، قال الكلبي: ولما بلغ مرثد هلاك قومه قال:
عصت داد رسولهم فأمسوا
صفحہ 22