282

نیل: حیات نہر

النيل: حياة نهر

اصناف

وترى إنكلترة في الوقت الحاضر إنشاء سد على النيل الأزرق حيث يكون الماء خاصا بها، وذلك على بعد ثلاثمائة كيلومتر من فوق الخرطوم ومن ملتقى النيلين: الأزرق والأبيض، وذلك لما يؤدي إليه من رفع مجرى النهر وسد النهر وسقي حقول القطن بالماء المخزون، وتتخذ إنكلترة هذا القرار بعد النجاح الذي نيل في أسوان بوقت قصير، ويحدث مثل هذا النجاح موضة.

3

كما تحدث الكتب والطغاة، ويبدو القوم جسرا مثرين، ولا يريد أصحاب المصانع في منشستر أن يكونوا تابعين للولايات المتحدة الأمريكية، ويود الإنكليز أن يلوذوا بالتقاليد القائمة منذ زمن، ولا يعد الأمر بدعا

4

يلقي الغم في قلوبهم. والواقع هو أن القطن يزرع في الجزيرة منذ قرن، والواقع أن الجزيرة مثلث يبلغ من المساحة خمسة ملايين فدان إنكليزي، والخرطوم رأس المثلث، والنيلان ضلعاه، وتقطع قاعدته السهب بين كوستي وسنار، ويعدل نصف سويسرة، ويعدل جميع أراضي مصر الصالحة للفلاحة تقريبا.

بيد أن هذا القطن الذي كان يزرعه أهل البلاد هو من الهزال كالقطن شبه البري الذي يزرع الآن في حقول الحبشة، وهو لا يمكن أن يزاحم القطن الأمريكي، لما ليس في الجزرة من أثر للحذق والفن، ولقلة ما في الجزيرة من الماء على الخصوص.

ولا تسقي الأمطار غير المنتظمة الحقول في الوقت المناسب ولا بدرجة الكفاية، وإذا ما أتم المطر شبه الاستوائي بالري كان للوابل

5

الذي يهطل بين الشهرين، مايو وسبتمبر، أحسن عمل، وكانت هذه المنطقة تنبت سمسما ومطاطا، وكانت المضخات الضخمة تستعمل في أوائل هذا القرن فكان يؤخذ أطيب محصول، وأراد كتشنر بمآثره أن يكون للأرض رخاء وعظمة فنال من الحكومة ضمان قرض معد لتغطية نفقات خزان سنارمكوار.

ووضعت المشاريع سنة 1913، وأجلت الأعمال، التي كان يجب أن تبدأ في سنة 1914؛ بسبب الحرب، ولم يتم قيام هذا السد إلا في سنة 1925، وكان التقدير الأولي ثلاثة ملايين جنيه فبلغت نفقات السد ثلاثة عشر مليون جنيه ونصف مليون جنيه. ويجب أن يسار أكثر من نصف ساعة لقطع ما بين طرفي جدار الدعام

نامعلوم صفحہ