نہایت وصول
نهاية الوصول إلى علم الأصول - الجزء1
اصناف
وكيف يصح الجزم من الأشاعرة بصدق النبي (صلى الله عليه وآله)، ووعد الله تعالى ووعيده، مع إمكان الكذب والإضلال من الله تعالى لعبده بخلق المعجز على يد الكذاب؟
وإنما طولنا الكلام في هذه المسألة لكونها أحد المطالب الجليلة.
وقد جرت عادة الأصوليين بذكر مسألتين، تتفرعان على هذه المسألة.
إحداهما: وجوب شكر المنعم.
والثانية: حكم الأشياء قبل ورود الشرع، فلنشرع فيهما بعون الله تعالى.
المسألة الأولى: في أن شكر المنعم واجب عقلا
اختلف الناس في ذلك، فأوجبه المعتزلة، ونفاه الأشاعرة (1).
لنا وجوه:
الأول: أن الضرورة قاضية بذلك.
الثاني: أنه دافع للخوف ودفع الخوف واجب ولا يتم إلا بالشكر، فيكون الشكر واجبا.
أما إنه دافع للخوف، فلأن العاقل إذا رأى عليه آثار النعمة خاف من كفرانها.
وأما إن الشكر دافع له، فلأن الخوف إنما هو من تركه، إذ العاقل يعلم انه إذا شكر النعمة، وأذعن بها، واعترف بالإنعام، أمن من المؤاخذة على ترك ذلك، ويعلم أيضا بالضرورة أن طريقة الشكر امن من غيره.
صفحہ 134