نہایت التنویہ فی ازہاق التمویہ
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
اصناف
وفي كتاب "الدولتين" عن الحسن البصري قال: قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام ستة وعشرون من أهل بيته، والله ما على وجه الأرض يومئذ أهل بيت يشبهون بهم، ولله القائل:
يا ويل من شفعاؤه خصماؤه .... والصور في يوم القيامة ينفخ
لا بد أن ترد القيامة فاطم .... وقميصها بدم الحسين ملطخ
قال الديلمي رحمه الله تعالى:
اعلم أن العلماء قد أجمعوا على فسق معاوية ويزيد، وعلى لعنه وشتمه، حتى الحشوية، وإن اختلفوا في كفره، فهل يقع شك في أن قتل ستة آلاف من أولاد المهاجرين والأنصار، ونهب المدينة ثلاثة أيام، وإيطاء الخيل حوالي قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كفر ظاهر، ونفاق شاهر، ولا يختلف مسلمان في أن قتل حمامة أو عصفور حدثا، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل: ((أو آوى محدثا فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين))(4)، وكذلك حرق بيت الله، شرفه الله، وجلس في موضع ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنصوص على إمامته، وفضله، وفي شأنه وبيانه وحياته عجب لمن يتفقد.
وروى السيد أبو العباس رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرض الوفاة فحضرته وهو يقول: ((مالي وليزيد لا بارك الله فيه، اللهم العن يزيد))، ثم غشي عليه طويلا وأفاق، فجعل يقبل الحسين، وعيناه تذرفان، ويقول: ((أما إن لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله تعالى))(5).
صفحہ 182