193

لأنا نقول : الحيوان من حيث هو هو يحتاج إلى علة ما تقوم وجوده وتخصصه وتعينه وتخصص العلة بالناطق مثلا إنما جاء من قبل الناطق ، فإن الحيوان مثلا لا يحتاج باعتبار حيوانيته المطلقة إلى الناطق ، بل لأن الناطقية لذاتها علة لذلك الحيوان ، فالحاجة المطلقة جاءت من قبل الجنس ، وتعين العلة جاء من قبل العلة.

** البحث الثامن : في الفصل (1)

قد عرفت (2) أن الفصل كمال الجزء (3) المميز ، وأنه مقسم ، وقسمته لازمة لا عارضة ككون الجسم متحركا تارة وغير متحرك أخرى . ويجب أن لا يكون عروضه بسبب شيء أعم منه كلحوق الأبيض والأسود للحيوان لا باعتبار أنه حيوان ، بل باعتبار أنه جسم قائم بالفعل موضوع لهذه العوارض. وكذا الذكورة والأنوثة عرضت للإنسان باعتبار أنه حيوان ، ولا بسبب شيء أخص منه ، فإنه حينئذ يكون لازما للفصل ، أو فصلا بعيدا لا قريبا ، كما نقول : الجوهر إما أن يكون قابلا للحركة أو لا يكون ، فإن قابلية الحركة عرضت بسبب الجسمية لا بسبب الجوهرية. وهذا القبول لازم للفصل لا أنه فصل.

وإذا قلنا : الجسم إما ناطق أو غير ناطق ، لم يكن الجسم بما هو جسم مستعدا لأن يكون ناطقا ، بل يحتاج أن يكون أولا ذا نفس حتى يصير ناطقا (4).

واعلم : أن القسمة اللازمة اللاحقة لا بواسطة أعم أو أخص ، لا يجب أن

صفحہ 197