نہایۃ الاِیجاز فی سیرۃ ساکن الحجاز
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز
ناشر
دار الذخائر
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٩ هـ
پبلشر کا مقام
القاهرة
[والعوذ: جمع عائذ الناقة ذات اللبن، والمطافيل: ذوات الأطفال الصغار جمع مطفل أى أنهم حضروا مع الإبل، وهى كانت جلّ أموال العرب ليتزوّدوا بذلك، ولا يرجعون خوف الجوع، أو العوذ المطافيل: النساء معهن أطفالهن، أى أنهم خرجوا بنسائهم معهنّ أولادهن لإرادة طول المقام، ليكون أدعى لعدم الفرار] .
ولما قال بديل بن ورقاء لرسول الله ﷺ: هم مقاتلوك وصادّوك عن البيت، قال له النبى ﷺ: لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤا ماددتهم مدّة ويخلّوا بيني وبين الناس، وإن شاؤا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد حموا، وإن هم أبوا فو الذى نفسى بيده لأقاتلنهم على أمرى هذا حتي تنفرد سالفتى (وهى أعلي العنق) أو لينفذنّ الله أمره. فقال بديل: سأبلغهم ما تقول، ثم دعا رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب رضى الله عنه ليبعثه إلى أبى سفيان وأشراف قريش يعلمهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرا ومعظّما لهذا البيت، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشا علي نفسي، وما بمكة من بني عدى بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عدوانى إياها وغلظتى عليها، ولكن أدلّك علي رجل أعزّ بها مني: عثمان بن عفان؛ فإن بنى عمه يمنعونه. فدعا رسول الله ﷺ عثمان بن عفان رضى الله عنه، فبعثه إلي أبى سفيان وأشراف قريش ليعلمهم بذلك، فخرج عثمان بن عفان رضى الله عنه إلي مكة، ودخل مكة من الصحابة عشرة أيضا بإذن رسول الله ﷺ ليزوروا أهاليهم، فلما وصل إليهم عثمان عرّفهم ذلك، وهم يردّون عليه: «إن محمدا لا يدخل علينا أبدا» فلما فرغ عثمان من تبليغ رسالة رسول الله ﷺ، قالوا له: إن أحببت أن تطوف بالبيت فطف، فقال: ما كنت لأفعله حتي يطوف رسول الله ﷺ، فغضبت قريش، وأمسكوه وحبسوه ثلاثة أيام.
ولما احتبس عثمان، بلغ رسول الله ﷺ أن عثمان رضى الله عنه قد قتل، وقتلوا معه العشرة رجال الذين دخلوا مكة أيضا، فحزن النبى ﷺ والمسلمون من سماع هذا الخبر حزنا شديدا، فقال النبى ﷺ حين بلغه ذلك: لا نبرح حتّى نناجز القوم، (أى نقاتلهم) ودعا النبي ﷺ إلي بيعة الرضوان، فبايعهم علي أن يقاتلوا قريشا ولا يفروا عنهم، وأنه إما الفتح وإما الشهادة. ولم يتخلف أحد، إلا الجد بن قيس، اختفى بإبط ناقته يستتر بها من الناس، وكان سيد بنى مسلمة (بكسر
1 / 311