138

نہایہ فی غریب الحدیث والاثر

النهاية في غريب الأثر

تحقیق کنندہ

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

ناشر

المكتبة العلمية - بيروت

پبلشر کا مقام

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

يُقَالُ بَعِدَ بِالْكَسْرِ عَنِ الْخَيْرِ فَهُوَ بَاعِد، أَيْ هَالك والبُعْد الْهَلَاكُ. والأَبْعَد الْخَائِنُ أَيْضًا. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «كبَّ اللَّهُ الأَبْعَد لِفِيه» . وَفِي شَهَادَةِ الْأَعْضَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا» أَيْ هَلاكا. ويَجُوز أَنْ يَكُونَ مِنَ البُعْد ضِدَّ الْقُرْبِ. (س) وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ «هَلْ أَبْعَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ» كَذَا جَاءَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَمَعْنَاهَا: أنْهَى وأبْلَغ؛ لأنَّ الشَّيْءَ المُتَناهِيَ فِي نَوْعِهِ يُقال قَدْ أَبْعَد فِيهِ. وَهَذَا أمْرٌ بَعِيد، أَيْ لَا يَقَعُ مثلُه لِعظَمِه. وَالْمَعْنَى أَنَّكَ اسْتَعْظَمْت شَأْنِي واسْتَبْعَدْت قَتْلِي، فَهَلْ هُوَ أَبْعَدُ مِنْ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ. وَالرِّوَايَاتُ الصَّحِيحَةُ: أعْمَدُ بِالْمِيمِ. (س) وَفِي حَدِيثِ مُهاجِرِي الحبَشَة «وجِئنا إِلَى أَرْضِ البُعَدَاء» هُم الْأَجَانِبُ الَّذِينَ لَا قَرابَة بَيْنِنَا وَبَيْنَهُمْ، واحِدُهم بَعِيد. وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بن أرْقم «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ خَطَبهم فَقَالَ: أَمَّا بَعْد» قَدْ تَكَرَّرَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْحَدِيثِ، وتَقدِيرُ الْكَلَامِ فِيهَا: أَمَّا بَعْدَ حمدِ اللَّهِ تَعَالَى فَكَذَا وَكَذَا. وبَعْدُ مِن ظُرُوفِ الْمَكَانِ الَّتِي بَابُها الْإِضَافَةُ، فَإِذَا قُطِعَت عَنْهَا وحُذف الْمُضَافُ إِلَيْهِ بُنِيت عَلَى الضَّمِّ كقَبْل. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى «لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ» أَيْ مِنْ قَبْلِ الْأَشْيَاءِ وَمِنْ بعدِها. (بَعَرَ) - فِي حَدِيثِ جَابِرٍ «استغفرَ لِي رسولُ اللَّه ﷺ ليْلَة البَعِير خَمْسًا وَعِشْرِينَ مرَّة» هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي اشْتَرى فِيهَا رسولُ اللَّهِ ﷺ من جَابِرٍ جَمَله وَهُوَ فِي السَّفر. وَحَدِيثُ الجَمل مَشْهُورٌ. والبَعِير يقَع عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى مِنَ الْإِبِلِ، ويُجْمَع عَلَى أَبْعِرَة وبُعْرَان. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ. (بَعَضَ) - قَدْ تَكَرَّرَ فِيهِ ذِكْرُ «البَعُوض» وَهُوَ البَقُّ. وَقِيلَ صِغاره، واحِدَته بَعُوضَة. (بَعَعَ) (هـ) فِيهِ «أَخَذَهَا فَبَعَّهَا فِي البَطْحاء» يَعْنِي الخَمْر صَبَّها صَبًّا وَاسِعًا. والبَعَاع: شِدّة المطَر. وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيها بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، مَنْ ثَعَّ يَثِعُّ إِذَا تَقَيَّأ، أَيْ قَذَفَها فِي البَطْحاء. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ﵁ «ألْقَت السحابُ بَعَاع مَا اسْتَقَلَّت بِهِ مِنَ الحَمْل» .

1 / 140