نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Ibrahim al-Halabi d. 956 AH
174

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

تحقیق کنندہ

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

ناشر

دار المسير

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

پبلشر کا مقام

الرياض

قِيَاس نَفسه على الْمُؤمنِينَ عِنْد الدُّخُول أَيْضا من الْجَهْل وَالْقِيَاس الْفَاسِد فَإِنَّهُ كثيرا مَا رأى أَنْوَاع الْعَذَاب من الطوفان وَمَا عطف عَلَيْهِ يُصِيبهُ وطائفته وَلَا يُصِيب بني إِسْرَائِيل فَقِيَاس نَفسه عَلَيْهِم فِي هَذِه الْحَالة من أقبح الْجَهْل والمكابرة ثمَّ قَالَ فَآمن بِالَّذِي آمَنت بِهِ بَنو إِسْرَائِيل على التيقن بالنجاة فَكَانَ كَمَا تَيَقّن لَكِن على غير الصُّورَة الَّتِي أَرَادَ فَنَجَّاهُ الله تَعَالَى من عَذَاب الْآخِرَة فِي نَفسه ونجى بدنه كَمَا قَالَ ﴿فاليوم ننجيك ببدنك لتَكون لمن خَلفك آيَة﴾ أَقُول لقد افترى على الله الْكَذِب فِي زَعمه أَنه نجاه من عَذَاب الْآخِرَة حكم عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِمَا ينزل بِهِ سُلْطَانا فَإِن الله تَعَالَى لم ينج الْمُنَافِقين من عَذَاب الْآخِرَة بِمُجَرَّد قَوْلهم آمنا بل قَالَ ﷾ ﴿إِن الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار﴾ مَعَ اعْتِبَار قَوْلهم فِي أَحْكَام الدُّنْيَا حَيْثُ نجاهم من الْقَتْل والأسر وَأَدَاء الْجِزْيَة فَكيف بِمن لم يعْتَبر قَوْله فِي أَحْكَام الدُّنْيَا وَلم ينج من الْغَرق وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ ﴿فاليوم ننجيك ببدنك﴾ أَي حِين كَانَ إيمانك بظاهرك فالجزاء من جنس الْعَمَل ﴿ويمكرون ويمكر الله وَالله خير الماكرين﴾

1 / 204