نبراس في تاريخ

ابن دحیہ کلبی d. 633 AH
49

فوقع في جميعها «ينعم » ولم يقل في واحدة منها :«لا» وللشعراء في ذلك قصائد محفوظة عند الناس . وهو القائل : لو علم الناس ما عندى من حلاوة العفو لما تقربوا إلي إلا بالذنوب .

كتب بعض الرؤساء إلى الخليفة المأمون رقعه ، وكان قد وعده باستخدامه فطال مقامه بايه :

إن رأي أمير المؤمنين أن يفك أسير عدته من وثاق المطل وقمضاء حاحته ، او الاذن له بالانصراف إلى يلده .

فأعحب المأمون بالجازه فوقع على ظهرها : بكتب له تقليده ، وترغد عيشه ايامه بخمسين ألف درهم جزاء على طول مقامه .

ولما مات عمرو بن مسعدة نظر فيما خلفه من المال، فاذا قيمته ألف ألف دينار فأشيرعلى مخلفيه أن ينهوا الخبر إلى المأمون ، لئلا يصل اليه من غيرهم فيجد عليهم يكتمانهم إياه . فكتبوا اليه رقعة يعامونه يما خلفه والدهم من المال يسألونه فيول ما اختار منه ليحمل الى بيت المال .

فوقع على ظهر رقعتهم :

بما اجتهدوا في خدمتنا ، وبالغوا فى نصيحتنا ، لنعز هم في حياتهم ، ونتكفل مخلفيهم بعد مماتهم ! وهذا المال وإن كثر لواحد ، فان نقل لجماعة فبارك الله لحم فيه ، والسلام .

وما عسى أن يقال في من خصه الله بهذا النسب ، ونشأ من صغره على الاشتغال بالعلم والأدب .

روينا بأسانيد كثيرة أن المأمون هذا كان جالسا بين يدي أبي الحسن الكسائى المقرىء النحوى يعلمه ، إذ حضر غلام صغير ، ومعه رقعه مختومة، فسامها إلى مونف خرها خرق من وه صع ورصعه ي فيه ، ومضغها واكلها .

صفحہ 49