سالكيها لا يجد الحية فيها مدباء ولا الريح بين مضائقها مهبا ، ومقاساة أهوال بشيب لها الوليد ، ويعيا بها الجليد ، وخوض بحار لم يجر عادة بخوض مثلها ، وسلوك قفار بحير الادلة من أحلها .
فأعان الله المسلمين عليها، وجعل رقاب ملة الكفر بحت قهر ملة الاسلام وفي بديها وكان هذا الصيم فى صدر القلعة على جانب البحر ، وكان أساس البيت الذي هو فيه مرضوما بالقطع العظيمة من كبار الصخر ، وسمكه مرفوعا على ست وخمسين ساريه من الساج المحلوب من جزائر الزيج الى تلك الارض . وكان سماء البيت ثلاثة عشر سقفا مركبا بعضها على بعض حتى علا الى السماء بنيانه ، وارتفعت على الأبنية كلها أركانه ، وكان سطحه منضودا من قرامد الساج المغشى بصفائح الرصاص المخبور ، لتأمن حوادث الأمطار على مد الدهور . وكان أعلى البيت متوحا بأربع عشرة رمانة من الذهب تلوح على بعد كالشموس ، ويعظم موقع لمعانها في القلوب والنفوس ، وكان مقام الصيم محفوفا بالأصنام المصوغة من الذهب والفضة بحت سقفه المرفوع إشارة إلى إنهاء الملائكة حول عرشه الموضو ع، وكان له غشاء مصوغ من العقيان ، فيه يماثيل أجناس الحيوان، وتاج مرصع باليواقيت الثمينة الرائعة الالوان .
ذكر ذلك كله هلال بن المحسن الصابىء (1) في تأريخه الكبير فدخلها
صفحہ 133