أنت غير مضطر لهذا أبدا، وأنا أرفض، أنا لم أكن معك في «بيزنس» أو عمل، لقد كنت أزاول حديثا مع صديق أو شبه صديق، لا ثمن له.
هو :
تريدين أن تقنعيني أنه لا تزال لديكم بعض الاعتبارات؟ إن ما أزعجني في كلامك أني تبينت منه، بل وضعت أصبعي على نوع من التحلل المروع. لا أقول حضارتكم، ولكن أخطر ما في هذه الحضارة، وأي حضارة، المرأة فيكم. أنتن نساء مخربات روحيا وعقليا وفلسفة. والذي يذهلني أنكن تستطعن وجود الزبائن من الرجال، رجال نشئوا في مجتمع مفروض أنه راق وأنه غادر تلك المرحلة البدائية التجارية الحريمية من علاقة الرجل بالمرأة، كيف يقبل رجل يعيش في أرقى بلاد العالم في النصف الثاني من القرن العشرين أن يحصل على امرأة، جسد امرأة، بصرف النظر عن أي إحساس آخر لديها، مقابل بضعة دولارات ينقدها إياها ثمنا لأنها قبلت أن تتعرى له من داخلها وخارجها؟! إني لمشمئز من حضارة تصعد بسمو علمها إلى القمر ولا زالت تنحط بجسدها إلى مدارك الرقيق الأبيض والأسود، مشمئز لامرأة مثلك. وأنت لست سوى واحدة من جيش عرمرم، امرأة ذكية مثقفة، واسعة الاطلاع والخبرة، جميلة، أجمل من ممثلات أي سينما، أن تزاول عملا يمكن أن تفعله أي متخلفة عقليا، فهو لا يحتاج إلا ... طبعا أنت تدركين ما أعني. كيف تقبلين أنت التي تبدو حساسة ومرهفة الحس، أن يحتويك بكلكله وربما بكرشه وعرقه ولزوجته ورائحة فمه المخمور في مقابل، في مقابل ماذا؟ إن أي مبلغ من المال لا يساوي لحظة واحدة يسقط الإنسان فيها روحه إلى هذه المجاري الشعورية النتنة.
تتحدثين بمنطق وذكاء وخبرة، ولكنها أشياء جمعتها من فوق ملاءات الأسرة القذرة، جمعتها مما لحقك ولحق روحك من كدمات وجروح، ذكاء من باع نفسه ليشتري عقلا يقتل به البقية الباقية من روحه وجسده. لقد بدأت حديثي معك مشمئزا منك، والآن أحس أني مشمئز من نفسي، مشمئز أني أضعت كل هذا الوقت مع إنسانة نظيفة الخارج تماما، موبوءة الداخل، وأقذر شيء ليس هو أن يبدو الإنسان قذرا من خارجه، فربما نظافته الداخلية تضفي على روحه إشعاعا يغفر له بقع الخارج.
هي :
اسمع، سأقضي معك الليلة كلها لقاء مائة دولار. (دون أن يجيب، وبوجه يعرف أنه إذا تجمد بدا قاسيا مرعبا من قسوته، بدأ يجمع أشياءه وهو يحس باشمئزاز للجنس البشري كله، للصناعة والنهضة والفلاسفة والفن وصناع الأخلاق، فما فائدة هذا كله؟ وإنسانة مثلها يبدو أنها قرأتهم جميعا، ومع هذا فلم يفلح أي منهم، وربما لم يكن أي منهم صادقا إلى الدرجة التي كان لا بد أن تقنع إنسانة مثلها أن الإنسان شيء آخر غير عربات الرش والمراحيض.)
هو :
أولا إن كل ما معي عشرون دولارا، ولو كان معي عشرون ألفا أو عشرون مليونا وطلبت أنت دولارا واحدا لقاء ليلة لآثرت أن ألمع به حذائي، فعلى الأقل سأنظف به شيئا ولو كان حذاء.
هي :
اسمع، دعنا نتكلم «بيزنس»، جرب، من أجلك سآخذ عشرين دولارا فقط، على شرط إذا أمتعتك تعطيني مائة.
نامعلوم صفحہ