نظم درر السمطين
نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين(ع)
اصناف
ذكر محبة الله ورسوله لعلي ومحبته لهما
روى البخاري (رحمه الله) بسنده إلى سهل بن سعد (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال: فبات الناس يدوكون (1) ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلهم يرجو أن يعطاها فقال: أين علي بن أبي طالب؟
قالوا: هو يا رسول الله يشكو عينه قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عينه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله، فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم
. قال الإمام محيي السنة البغوي (رحمه الله): هذا حديث صحيح متفق على صحته أخرجه مسلم (2).
أيضا عن قتيبة بن سعيد قوله: يدوكون أي يخوضون (3)، يقال: الناس في دوكة أي في اختلاط وخوض، وأصله من الدوك وهو السحق، ويسمى صلابة الطيب مداكا يسميها، للأمر فيه ممن دق شيئا ليستخرج لبه ويعلم باطنه، وأراد بحمر النعم حمر الإبل، وهي أعزها وأنفسها، يريد لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك أجرا وثوابا من حمر النعم فتتصدق بها والله أعلم.
وعن ابن عمر (رضى الله عنه) قال: أتى رجل من الأنصار إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: إن اليهود قتلوا أخي فقال: لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه
صفحہ 119