227

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

ناشر

دار الكتاب الإسلامي

پبلشر کا مقام

القاهرة

ولما كان العرض على الملائكة بالغًا في المراد أشار إلى تعظيمه بحرف التراخي فقال: ثم ﴿عرضهم﴾ أي الأشياء. قال الحرالي: أظهرهم عن جانب وهو العرض والناحية ﴿على الملائكة﴾ القائلين لذلك. وقال الحرالي: لما ذكر تعالى مراجعة الملائكة في خلق هذا الخليفة ذكر إبداءه لهم وجه حكمة علية بما أعلى هذا الخليفة من تعليمه إياه حقائق جميع الذوات المشهودة لهم على إحاطتهم بملكوت الله وملكه شهودًا فأراهم إحاطة علم آدم بما شهدوا صورة ولم يشهدوا حقيقة مدلول تسميتها، وعلمه حكمة ما بين تلك الأسماء التي هي حظ من الذوات وبين تسمياتها من النطق ليجتمع في علمه خلق كل شيء صورة وأمره كلمة فيكمل علمه في قبله على سبيل سمعه وبصره، واستخلفه في علم ما له من الخلق والأمر، وذلك في بدء كونه فكيف يحكم حكمة الله فيما يتناهى إليه كمال خلقه إلى خاتمة أمره فيما انتهى إليه أمر محمد ﷺ مما هو مبهم في قوله تعالى: ﴿وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا﴾ [النساء: ١١٣] فأبدى الله ﷿ لهم بذلك وجه خلافة علمية وعملية في

1 / 243