212

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

ناشر

دار الكتاب الإسلامي

پبلشر کا مقام

القاهرة

نحو: اذكر لهم أيها الرسول هذا، لأنه لا يفهمه حق فهمه عنا سواك، وهم إلى الفهم عنك أقرب «وإذ» أي واذكر ما اتفق إذ، وحذف هذا المعطوف عليه لاحتمال المأمور بذكره الإنكار والسياق لإيراد الرفق والبشارة على لسانه ﷺ استعطافًا لهم إليه وتحبيبًا فيه وفي حذفه أيضًا والدلالة عليها بالعاطف حث على تدبر ما قبله تنبيهًا على جلالة مقداره ودقة أسراره، ولما علمت الإشارة لكن لأهل البصارة أتبعها قصة آدم ﵇ دليلًا ظاهرًا ومثالًا بينًا لخلاصة ما أريد بهذه الجمل مما نبه عليه بالعاطف من أن النوع الآدمي هو المقصود بالذات من هذا الوجود، وأنه لا يجوز في الحكمة أن يترك بعد موته من غير إحياء يرد به إلى دار لا يكون في شيء من أمورها من أحد نوع من الخلل وتكون الحكمة فيها ظاهرة جدًا لا خفاء بها أصلًا.
فيظهر الحمد أتم ظهور؛ ولذلك ذكر تفضيل آدم ﵇

1 / 228