نظم العقيان في أعيان الأعيان
نظم العقيان
ناشر
المطبعة السورية الأمريكية في نيويورك
ایڈیشن نمبر
١٩٢٨ م
پبلشر کا مقام
لصاحبها سلُّوم مكرزل
اليانعة، وليطلع فِي ليل معماها كواكب فكرته اللامعة. وليسمح بجوابه، لنهتدي بضوء صَوَابه. فَهُوَ قطب دَائِرَة الْآدَاب، وشمس فلك أولي الْأَلْبَاب. فَرد جمع محَاسِن الأُدبا، من مضى مِنْهُم وَمن ولي.
تجمعُوا فِي فَتى الْعليا وَلَا عجبٌ ... إِن يجمع الله كل الْخلق فِي رجل
لَا بدع أَن فقتهم بمزيد الْفضل وإحراز الْمَعَالِي:
" فَإِن تفق الْأَنَام وَأَنت مِنْهُم ... فَإِن الْمسك بعض دم الغزال "
وَالله أسأَل أَن يُعَامل المخدوم بجميل الْفضل والْمنَّة، وَلَا يحرمنا وإياه عرف الْجنَّة.
فَأجَاب: الْحَمد لله الْقَرِيب الْمُجيب.
تمسك بأذيال الْهوى واخلع الحيا ... وخل سَبِيل الناسكين وَإِن جلوا أهلني مولَايَ حفظه الله تَعَالَى للسوآل عَن طيب مَا هُوَ أطيب من مرسله ثَنَا وذكًا، وَمن لَهُ أَن يكون مثل سَيِّدي ذكا. أسعده الله وقربه، ونعمه وطيبه، وَإِذ ذَكرنِي بِهَذَا السوآل فَكَمَا قَالُوا: ذكرته الروائح الطّيبَة. نعم هُوَ مرئي محجب، بسيط مركب، مُعَلّق مسبب، بغيض محبب، مَجْمُوع مُرَتّب، منثور مقلّب. يخرج من حيٍ وَهُوَ كالميت، ويذيع الْأَسْرَار وَلَيْسَ بصيت. يغشى سر نَفسه وينثته نثبًا، وَلَيْسَ بحيوان بل هُوَ متولد من ذكر وَأُنْثَى. يسكر من رِيحه وَلَيْسَ على مستعمليه حرج، وَكم لَهُ فِي طي نشره من أرج. ترغب أربابه عَنهُ مَعَ احتياجها وتطرحه فِي البراري استرواحًا، فَإِذا صَار إِلَى الأملياء عَادَتْ بِهِ شحاحًا. ثلاثي الْحُرُوف، فَإِن طرح ثلثه كَانَ الْبَاقِي شَيْئا فِي التَّدَارُك قبيحًا،
1 / 75