نظریہ تطور اور انسان کی اصل
نظرية التطور وأصل الإنسان
اصناف
وليس فينا قرد خالص أو إنسان خالص أو سبرمان خالص، وإنما كل فرد منا مزيج من الثلاثة، وعلى مقدار كل عنصر من هؤلاء الثلاثة تتوقف رفعتنا أو انحطاطنا.
تناسل الحيوان
ليس التناسل في الأحياء إلا ضربا من النمو، بل قل هو نمو منفصل، وليس النمو في الحقيقة إلا توالدا متصلا، ولو كان في مقدور الطبيعة أن تجعل الحي ينمو إلى ما لا نهاية بحيث لا يموت من كبر حجمه لما احتاجت إلى الاحتيال لبقائه وتخليده بواسطة النسل.
ومن هذا ندرك معنى القانون الذي يشمل الحيوان والنبات معا، وهو أن نسل الحي يتوقف على طول عمر الأبوين؛ فإذا كان الأبوان طويلي العمر؛ كالفيل والقيطس والإنسان والنخل والسنديان، كان النسل قليلا، وإذا كان الأبوان قصيري العمر لكثرة ما يتعرضان له من الأخطار كان النسل كما هو الحال في المحار والحشرات، كثيرا يعد بالآلاف والملايين؛ لأن الغرض من التناسل تخليد النوع حتى لا ينقرض، فطول عمر الفرد يقتطع في حساب الطبيعة من عدد نسله.
ونلمح هذا المعنى أيضا من الوقت الذي يتوالد فيه الفرد؛ فإنه يستمر في النمو إلى أن لا يمكنه زيادة نموه بدون الإضرار بنفسه، فيبتدئ - عندئذ - في التناسل. فالأميبة، وهي خلية مفردة، إذا بلغت حد الكبر الذي لا تستطيع أن تزيد عليه انقسمت إلى قسمين، وينقسم كل منهما قسمين، وهلم جرا، والنباتات والحيوانات العليا تبتدئ في التناسل عندما يتقارب نموها أن يبلغ حده.
ولا يزال التناسل نموا - لا أقل ولا أكثر - في بعض النباتات، فإذا قطعنا جزءا من غصن شجرة ووضعناه في طينة نما شجرة جديدة، وهو لو لم ينم شجرة جديدة لنما غصنا كبيرا؛ فالنمو والتناسل كلاهما يرجع إلى غريزة واحدة، هي بقاء النوع.
والتناسل في الأحياء الدنيا يكون - كما قلنا - بالانقسام؛ تنقسم الخلية خليتين، وتستمر على ذلك، ولا تموت إلا بعارض. وأول تلميح يبدو عن ظهور الجنس والتوالد بواسطة الذكر والأنثى هو ما يرى في النقاعيات، وهي أحياء ذات خلية واحدة، إذا طال عليها الانقسام عمدت إلى نوع ابتدائي من التلاقح، فتجتمع خليتان، وتندغمان وتصيران خلية واحدة، فتنشط بذلك وتعود إلى الانقسام من جديد.
فإذا تركنا هذه الأحياء البسيطة ونظرنا في الإسفنج وجدنا ابتداء التخصص؛ فإن بعض خلاياه تنفصل منه وتتلاقح؛ أي تندغم إحداها في الأخرى، ثم تأخذ في الانقسام المتصل حتى تصير جسما إسفنجيا، فالإسفنج يحتوي على بيض الأنثى وبذرة الذكر، وبتلاقحهما يظهر حيوان جديد من الإسفنج.
ولا يزال في الطبيعة للآن جملة حيوانات مثل الحلزون والعلق، حتى بعض الأسماك، يحتوي الفرد منها على بذرة الذكر وبيضة الأنثى، فليس هناك حلزون ذكر وحلزونة أنثى، وإنما هناك فرد يحتوي على البيضة الأنثوية والبذرة الذكرية معا، ويحصل التلاقح داخل جسمه بدون حاجة إلى فرد آخر.
ومعظم النباتات المزهرة تجري هذا المجرى؛ فنبات الذرة - مثلا - يحتوي على بذور الذكر (وهي في قمته)، وعلى بيض الأنثى (وهي في القنديل)، أما النخل والتوت (والحيوانات العليا) فتحتوي على جنسين منفصلين: الإناث والذكور، كل منهما مستقل.
نامعلوم صفحہ