نظرية الاختيار: مقدمة قصيرة جدا
نظرية الاختيار: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
ليست متعدية؛ فلو كانت متعدية لاقتضت العبارتان الأوليان ضمنا أن يكون (ج) جيدا على الأقل مثل (أ)، وهو ما كان سيتناقض مع الأخير.
وقد سمي مفهوم ترتيب الأفضلية بهذا الاسم لأنه يتيح ترتيب العناصر، وإن كان يسمح بالتعادل؛ وهذا يعني أن بإمكاننا ترتيب جميع العناصر في أية قائمة بحيث يتصدر الأفضل القمة ويتذيلها الأسوأ. لنعد إلى ترتيب الأفضلية الكامن وراء مثال «اللحم». باستخدام أسلوب تقليدي واضح تكون القائمة كالتالي:
أ
ب
ج د
لا يمكننا ترتيب العناصر في قائمة دون تعد؛ فبالنسبة لعلاقة التفضيل في مثال «السمك»: إذا وضعنا (أ) على قمة القائمة، إذن فلا بد أن نضع (ب) على القمة أيضا؛ لأن (أ) مساو ل (ب)، ولكن لا يمكننا أن نضع (ب) في المقدمة؛ لأن (ج) أفضل من (ب)، ولا يمكننا أن نضع (ج) في المقدمة؛ لأن (أ) أفضل من (ج). وعليه، لا يمكننا أن نضع أي عنصر في المقدمة؛ ومن ثم لا يمكننا أن نصنع قائمة.
شكل : المفكر: الاختيار رغبة مدروسة (أوجست رودين، 1904).
واختيارك «يفسر بعلاقة ترتيب للأفضلية» إذا كان يفسر بعلاقة تفضيل متعدية (تذكر أن أي ترتيب للأفضلية هو مجرد علاقة تفضيل متعدية). وكما رأينا، لا تعتبر علاقة التفضيل الكامنة خلف الاختيارات المتخذة في مثال «السمك»، والذي استوفي فيه شرط الإيضاح، علاقة متعدية؛ ومن ثم لا يمكن تفسير هذه الاختيارات بترتيب للأفضلية. على الجانب الآخر، نجد أن الاختيارات المتخذة في مثال «اللحم»، الذي استوفي فيه هذا الشرط، يمكن تفسيرها بترتيب الأفضلية.
يشير مثالا «اللحم» و«السمك» إلى أنه: (1) الاختيارات لا يمكن تفسيرها بترتيب للأفضلية إذا لم يستوف شرط الإيضاح؛ أي إذا كانت الاختيارات غير عقلانية، و(2) الاختيارات يمكن تفسيرها بترتيب للأفضلية إذا استوفت هذا الشرط؛ أي إذا كانت الاختيارات عقلانية. والأمر كذلك بالفعل؛ فالاختيار يكون عقلانيا إذا، وفقط إذا، أمكن تفسيره بترتيب للأفضلية.
وهذا يعني أن الاختيارات وترتيبات الأفضلية، حال كان الاختيار عقلانيا، شيء واحد في الواقع، بل يمكننا أن نعتبر ترتيب الأفضلية الكامن خلف الاختيار السبب وراء هذا الاختيار؛ إذ إن هناك صلة وثيقة بين السبب والعقلانية، ف «الاختيار هو رغبة مدروسة». (3) المنفعة
نامعلوم صفحہ