ملخص‏

1 - تمهيد وتعقيب نقدي‏

2 - تعريف بأهم فلاسفة النظرية وبعض الأعلام المؤثرين عليها‏

المصادر‏

ملخص‏

1 - تمهيد وتعقيب نقدي‏

2 - تعريف بأهم فلاسفة النظرية وبعض الأعلام المؤثرين عليها‏

المصادر‏

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت

تمهيد وتعقيب نقدي

تأليف

عبد الغفار مكاوي

ملخص

هذا البحث عرض تمهيدي ونقدي ل «النظرية النقدية» لمدرسة فرانكفورت التي أثرت تأثيرا

ويناقش البحث بعض المفاهيم والمشكلات التي اهتمت بها النظرية النقدية «كالتشيؤ»

أما القسم الثاني من البحث فيقدم تعريفا موسعا بحياة وأعمال أهم أعضاء مدرسة

القسم الأول

تمهيد وتعقيب نقدي

تمهيد (أ)

لا تستغني الحياة الواعية عن النقد، ولا يشك أحد في ضرورة النقد

وعلى الرغم من تعدد مفاهيم النقد وتنوع أساليب تطبيقه وميادينه، فهو في

هذا السلب أو النفي الدائب للمعايير السائدة والوقائع والأوضاع القائمة،

مثل هذا النقد «السالب» أو «النافي» - بالمعنى الحقيقي للسلب أو النفي -

بهذا المعنى يصبح النقد هو الجهد العقلي والعملي الذي يتجه لعدم تقبل

1

وبهذا المعنى أيضا نصل إلى مفهوم النقد عند أصحاب النظرية

(ب)

وعنوان هذا التمهيد يثير مشكلة تستحق الإشارة إليها، فهل نسمي مجموعة

2

الحق أن التسميتين واردتان، وهما متفاعلتان عند من يعرف الجهود المشتركة

ربما كان من أهم السمات المشتركة التي ذكرناها: أن أعضاء الجيل الأول

3 (مع العلم بأن معظم أعضاء المدرسة قد نشئوا في عائلات يهودية

وربما كان من أهم السمات العامة التي تميز كذلك معظم أعضاء المدرسة من

(ج)

ولا بد في هذا التمهيد من كلمة موجزة عن ماركسية أصحاب النظرية

غير أن هذه النظرة النقدية

(د)

وإذا كانت الإبداعات والإنجازات الكبرى قد تولدت - في تقديري المتواضع -

أضف إلى هذا كله أزمة الحركة التعبيرية في الأدب والفنون التشكيلية قبل

(ه)

يترتب على ما سبق حقيقة بالغة الوضوح وإن كنا لا ننتبه إليها

(1) النظرية النقدية الجدلية (1-1) جذورها التاريخية وأهم ممثليها

ترتبط النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت أوثق ارتباط ب «معهد فرانكفورت للبحث

بلغت هذه المدرسة ذروة تأثيرها على الحياة الفلسفية والعقلية وعلى تفكير الرأي

ومن أهم الجذور التاريخية والعقلية التي

(1)

تراث الفلسفة المثالية الألمانية، وفي مقدمته تراث جورج

(2)

كتابات الشباب المبكر لكارل ماركس (1818-1883م)، وبخاصة المخطوطات

(3)

الفلسفات الاجتماعية الألمانية وبخاصة عند ماكس فيبر (1864-1920م)

(4)

فلسفة التحليل النفسي وفلسفة الحضارة عند سيجموند فرويد

(5)

الأفكار والتصورات الماركسية والهيجيلية الجديدة التي عبر عنها في

(6)

التأثر ببعض أفكار

4 (1-2) خصائصها وسماتها العامة

مقولة التشيؤ والاغتراب

تكاد مقولة «التشيؤ

فالإنسان واقع تحت ضغط الآلات التي تفرض عليه ألوانا من السلوك النمطي

وتتجلى ظاهرة التشيؤ والاغتراب بجانب ذلك في تسلط النظم البيروقراطية

5 - من خلال شركات الإنتاج ووكالاته التي لا حصر لها، ومن خلال

وقد تتبع بعض ممثلي النظرية النقدية - وبخاصة أدورنو وهوركهيمر - تأثير

6

ويحدد أصحاب النظرية النقدية أسباب التشيؤ والاغتراب التي ترجع للنظام

العقل الأداتي أو العقلانية التقنية

يقصد فلاسفة النظرية النقدية ب «العقل الأداتي» أو «العقلانية التقنية»

وإذا كانت فلسفة التنوير الحديثة - بما تنطوي عليه من التجرد من النزعة

7

ولا ينفصل هذا الاتجاه «الأداتي» للعقل التقني والعلمي الحديث عن اتجاهات

القمع والتسلط في المجتمعات الصناعية المتقدمة

وطبيعي أن يكون القمع والتسلط الذي يطبع المجتمع الصناعي المتقدم

8 - أن التطور الاجتماعي والحضاري الذي حققته البشرية لم يتم إلا

ويزيد ماركوز على فرويد فيذهب إلى أن هذا القدر الضروري من قمع الدوافع في

وأخطر ما في الأمر أن الناس يستسلمون لهذه الأوضاع ويقاومون أي محاولة

الطابع الثوري للنظرية

ومن أبرز خصائص النظرية النقدية أنها نظرية ثورية، فهي تريد أن تكون بديلا

9

أنماط المعرفة والمصالح الموجهة لها

ويعبر آخر هذه الخصائص المميزة للنظرية النقدية عن مقولة كثر

10

ويحدد هابرماس في إطارها ثلاثة أنماط من العلوم أو بالأحرى

11

أما علوم الفعل والسلوك المنهجية كالاجتماع والاقتصاد والسياسة

(2) تعقيب نقدي (أ)

لعل من أهم ما

12 - في مجلته أو في صورة كتب مستقلة قام بإصدارها. ولقد تنبهوا

ولا شك أن الدور النقدي والثوري للفلسفة يمثل بعدا هاما لم يلتفت

(ب)

ربما يؤخذ على النظرية النقدية أنها لم تستطع أن تقيم أبنية

لم يشأ «أدورنو» - على سبيل المثال - أن يكون فيلسوفا ولا عالم اجتماع

ظل أدورنو يعد بهذه الفلسفة التي تتمثل في نظرية نقدية عن المجتمع،

فالفلسفة التي بدا في وقت من الأوقات كأن زمانها قد انقضى،

هذه العبارة العسيرة تشبه أن تكون نوعا من الاعتراف الذاتي

13

ليتحقق له الوعد بالسعادة والحقيقة الذاتية الأصيلة غير

14

ومن ثم بقيت يوتوبياه - إذا جاز الحديث

غير أن «اليوتوبيا» بهذا المعنى المتواضع لم تتحقق في حياته ولا في

والمهم أن عزوفهم عن الاشتراك في العمل السياسي، وخيبة أملهم في كل

(ج)

تستحق الأفكار التي تتردد بصورة مختلفة عند معظم أصحاب النظرية النقدية

لقد كان هدف هوركهيمر وأدورنو هو بيان الازدواجية الكامنة في مفهوم

ولقد رصدا تاريخ الحضارة الغربية بوصفه تاريخ العقلنة أو التعقيل، أي

وإذا كان هدف التنوير العقلي منذ القدم (وقد تتبعه الفيلسوفان

15

فإن الأرض التي تم تنويرها لا تزال تغمرها ظلال الكارثة -

وأول ما ينبغي توضيحه هو أن النقد الذي يوجهه بعض أصحاب النظرية

16

ذلك أن أخطر ما في هذه العقلانية التي مدت سلطان الذاتية

وإذا كان العقل الذاتي يوظف لإيجاد الوسائل الكفيلة بتحقيق الغايات

ولا شك أن القارئ يرى الآن مدى تأثر هذه الأفكار بفلسفة هيدجر

والملاحظة النقدية الثانية على نقدهم للعقلانية والتنوير هي أنهم نظروا

ولا ننس أخيرا - وهذه مسألة تستحق المزيد من التفصيل - أن تعميم

والخلاصة أننا أحوج ما نكون إلى الفهم الصحيح للعلم والتقنية

(د)

ويرتبط بالنقطة السابقة نقد أصحاب النظرية لصور الاغتراب في المجتمعات

(ه)

ومن جملة الانتقادات التي يمكن أن توجه للنظرية النقدية تلك النظرة

17

وهوركهيمر (في مقدمته لكتابه السابق الذكر عن النظرية

والدليل على هذا أنهم عجزوا عن تقديم تصورات محددة عن المجتمعات

18

البعيدة عن الواقع بعدها عن الممكن. (و)

ومع ذلك فلا بد من الإشادة بفضل فلاسفة مدرسة فرانكفورت في نقد المفهوم

(ز)

ويرتبط بالنقطة السابقة تأكيد المسئولية الاجتماعية للعلم، فمن واجب

(ح)

ومن الأفضال التي تحسب لفلاسفة النظرية النقدية أنهم قد أثروا

وإذا كان الماركسيون التقليديون أو الحرفيون قد اشتدوا في الهجوم

(ط)

وينبغي الإشادة بمآثر النظرية النقدية في نقد مجتمع الرفاهية والرخاء

وإذا كان الناس - حتى في العالم الثالث أو النامي - يشكون من تأثير

(ي)

ولا يفوت ناقد النظرية النقدية أن يلاحظ أن فلاسفتها يديرون مناقشاتهم

19

ويحملون حملة قاسية على البدائل التي طرحها للصورة السلبية

(ك)

وأخيرا فقد تشتت أبناء الجيل الأول من مدرسة فرانكفورت مع بداية

ولكن المدرسة ظلت حية في الجيل التالي الذي ما يزال ممثلوه

20

فإن استمرار جهود الجيل الحاضر من المنظرين

القسم الثاني

تعريف بأهم فلاسفة النظرية وبعض الأعلام المؤثرين عليها

(1) هوركهيمر، ماكس

Horkheimer, Max (1895-1973م)

فيلسوف وعالم اجتماع وأحد مؤسسي النظرية النقدية ل «مدرسة فرانكفورت» وروادها من

ولد في مدينة أشتوتجارت سنة 1895م، ودرس في جامعة فرانكفورت التي حصل منها على

عرف هوركهيمر بفلسفته وتنظيره النقدي الاجتماعي بجانب رئاسته لمعهد فرانكفورت

يضاف لما سبق عامل آخر يميز كتابات هوركهيمر، كما يميز كتابات صديقه تيودور

شارك هوركهيمر - كما سبق القول -

بدأ هوركهايمر سنة 1930م في نشر سلسلة مقالاته بمجلة المعهد (وقد جمعت بعد ذلك في

هكذا نجد النظرية النقدية - باتجاهها «السالب» للنظريات التقليدية - تتحول بالتدريج

ينتقد هذا الكتاب مفهوم التقدم التاريخي الذي تؤمن الماركسية بحتميته كما ينطوي

وتفرق النظرية النقدية هنا بين نمطين للعقل؛ فالأول تنويري وتحريري، يقوم على

أما الثاني فهو نقيض الأول، وقد أخذ المؤلفان تسميته ب «العقل الأداتي» من الفيلسوف

بيد أن العقل «الأداتي» كانت تكمن فيه بذور انهياره التي تولدت عنها النزعات

من الواضح أن هذه الاتهامات الموجهة للتنوير والعقل الأداتي - على لسان هوركيهمر

والحق أن هوركهيمر وزملاءه لم يكفوا عن السعي إلى التغيير الجذري للمجتمع، ولم

ولكن هذا الحس الفاجع لم يمنعهم في مرحلة تطورهم الأخيرة من وضع آمالهم في تحقيق

وكأن الفلسفة قد أضاعت فرصة تحولها إلى ثورة لتغيير العالم كما أراد لها ماركس،

(2) أدورنو، تيودور فيزنجروند

Adorno, Th. W. (1903-1969م)

فيلسوف وباحث في الاجتماع والنقد الأدبي وفلسفة الجمال، وبخاصة النظرية الموسيقية. يعد - بجانب صديقه ماكس هوركهيمر الذي اشترك معه في تأليف كتاب «جدل التنوير»

دفعته ميوله الموسيقية في بداية حياته إلى التتلمذ في فيينا على المؤلف

من أهم مؤلفاته: النقد البعدي لنظرية

(أ)

على الرغم من تعدد اهتمامات «أدورنو»، فثمة مقولات أساسية تقوم عليها

وجحيم الشر البشري الذي فغر فاه في «أوشفيتس»، سيظل في المستقبل

ويحاول «أدورنو» مع زميله «هوركهيمر» أن يجيبا على هذا السؤال في

ومع أن محاولة إخضاع الطبيعة قد بدأت مع الأسطورة، إلا أن «انتصار الذات

وهكذا تؤدي الحضارة والمدنية في نهاية المطاف إلى الطبيعة المخيفة. وكأن

(ب)

ويرجع «أدورنو» إلى ماركس وفكرته عن «تشيؤ» الإنسان واستلابه أو

ويمتد التعميم والتسوية لكل ما هو جوهري إلى التفكير والحكم، فلا

(ج)

ويرتبط هذا كله ب «الجدل السلبي» الذي يحتاج منا إلى وقفة قصيرة،

إزاء هذه المحاولة من جانب الذات ل «تملك» الموضوع واستيعابه بالفكر

بهذا يهدف التفكير الجدلي السالب إلى الإبقاء على اختلاف «الآخر» والحفاظ

ويتضح الهدف من الجدل السلبي أو السالب من خلال التسليم بأولوية

وكل هذا مرتبط بوظيفة الفن الحقيقية في الرفض والنقد والتثوير،

(د)

ذلك هو مجمل فلسفة شديدة الحساسية لعذاب الإنسان وتعذيبه بالتسلط أو

ومع ذلك فإن هذه الفلسفة تعبر أيضا عن تشاؤم ويأس عميقين، إذ

(ه)

هكذا تمتزج هذه الفلسفة بعناصر وجودية ربما تعطينا الحق في وصفها

لقد انطلقت فلسفة «أدورنو» في التاريخ من تجربة معتقل أوشفيتس، ولكن يبدو

وهنا لا يملك الكاتب أو المفكر من العالم العربي إلا أن يسأل «أدورنو»

ومع ذلك يبقى لهذه الفلسفة أنها تمسكت بنزعة نقدية حاسمة على الرغم

(3) ماركوز، هيربرت

Marcuse, Herbert (1898-1979م)

فيلسوف اجتماعي وسياسي من أصل يهودي ألماني، اشترك مع زملائه ومواطنيه الماركسيين

يقتضي الحديث عن «ماركوز» في هذا المجال المحدود أن نضع تفكيره الاجتماعي النقدي في

يمكن تقسيم مراحل التطور في تفكير ماركوز إلى ثلاث: فالمرحلة الأولى تمتد من حوالي

(3-1) المرحلة الأولى

يمكن القول بأن تفكير ماركوز قد تأثر في هذه المرحلة بالنزعة الهيجلية الجديدة

كانت حجج ماركوز في نقد الجدل المادي والتاريخي جزءا من المشروع الذي شغله في

غير أن محاولة التوفيق بين ماركس وهيدجر أو إقامة نوع من التكامل بينهما لم تستطع

لم تستطع هذه المحاولة أيضا أن تحل الإشكال حلا مرضيا. فعلى الرغم من أن

(3-2) المرحلة الثانية

وتمتد المرحلة الثانية في

وقد كان أهم كتاب عبر عن هذه

(3-3) المرحلة الثالثة

وأخيرا تأتي المرحلة الثالثة من تفكير ماركوز التي تبدأ بعد الحرب العالمية

أصبح لمصطلح البعد الواحد - كما سبق القول - شهرة واسعة بعد صدور كتاب

في هذه المرحلة أيضا - كما أشرت من قبل - سعى ماركوز إلى تكملة ماركسيته

وإذا كانت الماركسية قد عجزت - في رأي ماركوز - عن حل مشكلة الحرية والسلطة؛

وها هو ذا ماركوز يصور مجتمعا يتدفق فيه الإنتاج بغير حاجة إلى الحرمان

وأخيرا رجع ماركوز إلى ما بدأ به حياته من تأمل لدور الفن في العالم

(4) هابرماس، يورجين

Habermas, Jürgen (ولد سنة

فيلسوف وعالم اجتماع ألماني، وأهم ممثلي الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت والنظرية

ولد عام 1929م في مدينة دوسلدورف، ودرس في جامعتي جوتنجن وبون التي حصل منها

عين في وظيفة محاضر للفلسفة بجامعة هيدلبرج، ثم شغل منصب أستاذ الفلسفة

كان أول أعماله هي رسالته التي ذكرناها عن تحول بنية الرأي العام، وقد قدم فيها

تركزت جهود «هابرماس» التحليلية والنقدية على مفهوم العقلانية ومشكلة «العقلنة»

وقد تجلت هذه المحاولات في أول كتبه الهامة وهو كتاب «المعرفة والمصلحة»

وواضح مما تقدم أن مفهوم هابرماس عن المصلحة له طابع شبه متعال؛ لأن المصالح

بيد أن هابرماس قد شعر مع أواسط السبعينيات بأنه غير راض عن هذا الإطار النظري

وقد كان على هابرماس أن يبين إمكان التمييز بين التواصل المشوه والتواصل غير

وهكذا طور نظريته في علم التداول العام

وقد أدت محاولة «هابرماس» لاستخلاص أساس معياري من قاعدة «الصحة العامة أو

وإذا سألنا الآن: ما هي هذه الأزمات والمشكلات؛ وجدناه يقسمها إلى ثلاثة أقسام

وقد كانت علاقة هابرماس بالماركسية هي الموضوع الرئيسي الذي ناقشه في كتابه «إعادة

وأخيرا، فلعل السطور السابقة أن تكون قد ألقت بعض الضوء على فلسفة جادة وعسيرة

- ما يزال عملية جدلية لم تكتمل وربما لا يعنيها أن تكتمل؛ لأن غاية سعيها وشرفه

وخير ما نختتم به هذا الحديث القصير أنه أثبت إخلاصه للنقد الفلسفي ورسالته، فلم

(5) لوكاتش، جورج

Lukács, Georg (1885-1971م)

فيلسوف مجري، وناقد أدبي، اشتهر بكتاباته في فلسفة الفن والجمال، ودفاعه عن

ولد في «بودابست» سنة 1885م، وكان أبوه من أصحاب البنوك الأثرياء. تخرج من

انضم لوكاتش إلى الحزب الشيوعي المجري الذي تأسس عام 1918م، وأصبح مفوض

تصور لوكاتش أن تحقيق المجتمع الشيوعي في المجر على يد «البروليتاريا» (الطبقة

ويرتبط مفهوم «الوعي الطبقي» - الذي طوره في كتابه الأساسي السابق الذكر - بمفهومي

ولما كانت الشمولية أو الكلية التاريخية لا تتحقق للبروليتاريا المزودة

بيد أن هذا الوعي الطبقي الذي استوعب الضرورة التاريخية ليس هو الوعي «التجريبي»

ومن أفضال لوكاتش على التفلسف الماركسي المعاصر أنه ناقش مشكلات الأخلاق

(6) بلوخ، إرنست

Bloch, Ernst (ولد في مدينة لودفيجزهافين سنة 1885م، ومات في توبنجين سنة 1977م).

فيلسوف ماركسي جديد، وناقد أدبي وفني، تميز بثقافته الموسوعية، وأمله الكبير في

(6-1) حياته ومؤلفاته

ينحدر بلوخ من أصل يهودي. كان أبوه موظفا بسيطا في مدينة العمل والعمال

تعبر عناوين كتبه الأولى - مثل روح اليوتوبيا 1918م وتوماس مونتسر لاهوتي

نهل «بلوخ» من منابع التراث الإنساني والتراث العقلي والحضاري الغربي بوجه خاص،

(6-2) فلسفته

على الرغم من صعوبة تلخيص فلسفة تعد نفسها رسالة ثورية حية، ودعوة موجهة

ظلام اللحظة المعيشة

يمكن القول بأن فلسفة «بلوخ» تنطلق من الوصف الخالص لظواهر الوعي الذاتي

وتجربة هذا الافتقار أو النقص دليل على أن الإنسان لا يسلم به ولا

والواقع أن هذا الكتاب الضخم لا يقل أهمية عن ظاهريات الروح لهيجل، تسري فيه

أنطولوجيا أو نظرية الوجود الذي لم يتحقق بعد (الليس-بعد)

ليس الإحساس أو الوعي الأليم ب «لا واقعية» الوجود المتحقق في اللحظة

ومع الأمل وبالأمل يصبح «الليس-بعد» أو «غير المتحقق بعد» هو «إمكان»

تصور المادة

عرفنا أن «الإمكان» هو أهم مقولات «أنطولوجيا» الليس-بعد أو الوجود الذي لم

هكذا يكون بلوخ قد قدم تصورا جديدا للمادة بعد أن تتبع فكرتها،

ولما كانت المادة نفسها - كما رأينا الآن - متفتحة على إبداع الجديد من

مقولة الإمكان والليس-بعد

عرفنا أن العالم الموضوعي عالم لم يكتمل بعد؛ ولذلك ينعكس على وعي الذات

أما عن الجانب الأنثروبولوجي، فيرى «بلوخ» أن الدوافع هي الأصل في السلوك

هذه «اللا» ليست مجرد سلب أو نفي منطقي، وليست عدما ولا مواجهة للموت

من هذا التحديد الأنثروبولوجي اشتق «بلوخ» التحديدات الأنطولوجية

واللاوجود ليس نفيا للوجود ولا عدما، وإنما هو النفي أو السلب الكامن في

مملكة الحرية والاكتمال والامتلاء

ما هي نتيجة «عملية الصيرورة» الهائلة هذه؟ إنها في الواقع تحتمل

بيد أن اكتمال مادة العالم لا يمكن أن يمر على الإنسان أو يمر عليه

ويهاجم بلوخ تلك الفلسفات التي تفترض - أثناء عملية التوحيد سالفة الذكر

اليوتوبيا المضادة

وأخيرا يعترف «بلوخ» بأن الموت يضع مشروع أمله موضع الشك، ويثير حوله

ولكن كيف يتصور هذا الانتصار على الموت؛ أي على «اليوتوبيا المضادة»

الواقع أن هذا هو الذي يحاوله بلوخ في كتابه الأكبر «مبدأ الأمل». غير أنه لا

بمثل هذه الصور المجازية والشاعرية المحيرة يحاول فيلسوف الأمل أن

(6-3) نقد وتقييم

يمكن إجمال النقد الموجه إلى فلسفة بلوخ من ناحيتين. الأولى تتعلق برؤيته

أما عن الناحية الأولى فيمكن القول بأن اعتقاده بقدرة الخيال اليوتوبي على

وتأتي المشكلة الأساسية في أنطولوجياه (نظريته في الوجود) وهي مشكلة «الإمكان»

أضف لما سبق مشكلة «الأمل» الذي حوله إلى مقولة إنسانية وأنطولوجية دون أساس أو

ونصل إلى منهجه في التفكير وأسلوبه في التعبير فنجده يتخلى عن

وأما من الناحية الثانية التي تتعلق بردود الماركسيين التقليديين أو

والنتيجة أن الاشتراكية «العلمية» أصبحت عنده مجرد فكرة إنسانية عامة، ودافعا

والواقع أن الماركسيين الذين جردوه من حقه في وصف نفسه بأنه ماركسي، قد

مهما يكن من شيء فإن الزلزلة الأخيرة في النظم الاشتراكية الأوروبية

ولعل هذه الصبغة الإنسانية الشاملة - الآملة في المستقبل والخلاص والوحدة الكلية

المصادر

Adorno, Theodor Wiesengrund. Negative Dialektik, Frankfurt

11-28.

Coreth, Emerich und Andere. Philosophie des 20. Jahrhunderts. Stuttgart, Urban Taschenbücher, Kohlhammer,

Edwards, Paul (Editor). The Encyclopedia of Philosophy. New

Habermas, Jürgen (Hrsg.) Antworten auf Herbert Marcuse. Frankfurt am Main, 1968.

Erkenntnis und Interesse. Mit einem neuen Nachwort. 2. Aufl. Frankfurt am Main, 1973 (Suhrkamp Taschenbuch Wissenschaft

Technik und Wissenschaft als Ideologie. Frankfurt am Main,

Horkheimer, Max & Adorno. Th. W. Dialektik der

Eclipse of Reason. New York, 1947 Deutsch: zur Kritik der

Die gesellshaftliche Funktion der Philosophie. Ausgewählte

Traditionelle und Kritische Theorie, in: Max Horkheimer,

Frankfurt a. M., 1968, S. 137-200.

Jay, Martin the dialectical Imagination: A history of the

Marcuse, Herbert. An Essay on Liberation. Boston, 1969

Counter revolution and revolt. Boston, 1972

Der eindimensiona le Mensch. Studien zur ideologie der

Triebstruktar und Gesellschaft. Ein philosophischer Beitrag

Salamun, Kurt (Hrsg.) was ist Philosophie? Neuere Texte zu

UTB für Wissenschaft: Uni-Taschenbücher, 1000. S. 155-202.

Schmidt, Heinrich. Philosophisches Wörterbuch. 21. Aufl. Neubearbeitet von georgi Schischkoff. Stuttgart, A. Kröner Verlag, 1982.

Wiggershaus, Rolf. Die Frankfurter Schule. Geschichte. Theoretische Entwicklung. Politische Bedeutung. München, dtv.,

نامعلوم صفحہ