النظرات السبع
النظرات السبع
النظرات السبع
النظرات السبع
تأليف
أبو الإقبال اليعقوبي
تحقيق
توفيق أبو المحاسن اليعقوبي
سوانح، وخواطر، وذكريات، وأناشيد في العروبة الصادقة، والقومية الحقة، والوطنية الصحيحة.
تقديم
بقلم عبده فراج
هذه ألحان عذبة من الشعر الوطني أجادت توقيعها قيثارة الشاعر العاطفي والعالم الجليل المرحوم أبي الإقبال اليعقوبي شاعر فلسطين ومفتي يافا سابقا.
ولقد سرت في نفسي وأنا أترنم بما ترنم به هذا الفاضل المبدع حرارة حبه لوطنه ودينه وقومه؛ فكأنما كان الشاعر يتنبأ بما سوف تلاقيه بلاده من محنة ويلاقيه أهلوها من عذاب وتشريد. وحيثما قرأت شعره تلمس لهفة الابن الرحيم يحاول أن يدرأ عن وطنه وقومه عاديات الزمن الغادر.
فهل درت روحه الشاعرة الملهمة في عالمها الآخر أن ما كان يخافه على بني وطنه قد حل منه على أولاده وفلذات أكباده أوفى نصيب؟
إن بؤس مهاجري فلسطين عامة أجل وأشهر من أن يحكى، ولكن ما انحدر إليه سراتهم وكرماؤهم، وفيهم أبناء هذا الرجل الوطني النبيل، إنما هو درك يجلب الدوار لمن يصوره للناس أو يتصوره. وبحسبك أن توقن أن هذا الكتيب بات وحده عائلا لأسرة سلبت منها في فلسطين ضياعها والقصور! فيا لسخرية القدر إذ يستنسر في فلسطين البغاث، وإذ تمكن الخيانة والمؤامرة لبني إسرائيل أن يصنعوا بسادات العرب ما صنعوا!
بيد أن الرواية لم تتم فصولا! وليس العرب ممن يغمضون على القذى أعينهم، ولا هم ممن يضام بينهم طالب المروءة والمرحمة، بل إن لهم أسوة فيما أكرم به أنصار المدينة مهاجري مكة، وكان إكراما له ما بعده.
فإلى معشر العرب والمسلمين والمصريين أقدم هذا الكتيب، وأروي قصته. وإن في انتشاره بين الناس لمتعة وعبرة ومكرمة وقرضا حسنا. وقليل من الكتب ما هو حامل إلى مشتريه وبائعه كل هذه المعاني والثمرات.
صورة الناظم المغفور له الأستاذ الشيخ سليم اليعقوبي وبجواره صديقه أمير البيان المغفور له شكيب أرسلان، وفي الوسط الأستاذ رشاد اليعقوبي أحد أنجال الناظم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد، فالنظرات السبع، نفثات رائعة جيدة، على طراز بديع جديد، من روائع الشعر الاجتماعي الأخلاقي السياسي، ذات حوادث ووقائع وأناشيد عربية وطنية فلسطينية، لم ينظم على طرازها حتى اليوم.
جاد بها «حسان فلسطين» شاعرها الأوحد وبلبلها الغريد؛ والدي العلامة الأستاذ «أبو الإقبال اليعقوبي» مفتي يافا السابق؛ ذلك حسبما أوحت إلى ضميره الحي عروبته وقوميته ووطنيته. وقد ضمنها أكثر «رباعياته» التي يتغناها اليوم شباب فلسطين، والتي ستنشر على حدتها عن قريب. فجاءت تحفة من أبدع التحف، وطرفة من أرق الطرف. وما يريد بها إلا تجديد الذكريات، في الناشئين والناشئات؛ حتى يكونوا على ما كان عليه صفوة الآباء والأمهات، في الأيام الماضية، والعصور الخالية.
ولقد شرحت بعض ألفاظها، لا لغموض فيها؛ فإنها من السهل الممتنع؛ وإنما لتكون سهلة المأخذ على الناشئ مثلي، ممن يود أن يشدو بذكريات وطنه وبني قومه.
فإذا صادفت من الناطقين بالضاد قبولا، وكان لها شأنها في كل بلد عربي، وغض الشباب الغض عن قصوري في الشرح - وهو باكورة عملي - فذلك الهدف الذي نرمي إليه، والضالة التي ننشدها، وإلا فقد سرى «بلبل فلسطين» عن نفسه وأرضى ضميره، وقمت أنا ببعض ما يجب علي، وعلى الله قصد السبيل.
ابن الناظم
أبو المحاسن اليعقوبي
النظرات السبع
في عروبتي، في قوميتي، في وطني
النظرة الأولى
لي فلسطين
1
وما
مثلها منذ القدم
إن فيها حرما
2
أنا عنه لم أنم
رغم
3
من فيه استبد
4
أو ظلم
وطني، لا حرموني وطني
منبت
5
الإيمان بالله العظيم
ما ترى من ملحد
6
أو وثني
7
فيه أو من مؤمن غير
8
حكيم
سنن
9
العرب وما من سنن
مثله في نشئه
10
الغض
11
قويم
لست أنسى ما له من منن
12
في، أو في العرب من كل كريم
بعث
13
الله به عهد
14
الكرم
مولدي فيه، وحسبي
15
مولدي
في ديار كل ما فيها حميد
وبها من عهد نوح محتدي
16
وبذاك المحتد المجد وطيد
17
فلأصغ
18
شعري وشعري في يدي
في رباها
19
حيث يحلو لي القصيد
فهناك الأنس في الروض الندي
20
يجعل الشاعر في خلق جديد
لم ينل
21
من صفوه الجد،
22
العدم
23
مهبط
24
الوحي
25
فلسطين، وما
في ربوع
26
الغرب للوحي سبيل
وبها للحسب
27
الأسمى حمى
28
وإليها يرجع المجد الأثيل
29
إنني ما زلت فيها مغرما
وفؤادي عن هواها لا يميل
وأنا في حبها لن أغرما
30
إنما الغارم
31
في الحب الدخيل
32
والذي لم يك
33
من جند الحرم
ما فلسطين، وفيها المكرمات
34
غير أفق فيه للحق شروق
35
وبنوها ما بهم من نكرات
36
تألف المنكر، أو تهوى المروق
37
خصها الله ببأس
38
وثبات
يصرفان السوء عنها، والفسوق
39
وعلى الشرق وكل الكائنات
لغطاريف
40
فلسطين حقوق
ومساع
41
ذات ذكرى،
42
وهمم
43
تلك مرمى
44
المخلصين الأوفياء
من بني أحمد والهادي المسيح
نبت الإخلاص فيها، والوفاء
وثبات الجأش
45
والرأي الصحيح
وهناك الفصحاء البلغاء
وكفاها كل ذي قول فصيح
وجميع العرب فيها صرحاء
ومن الصفوة
46
في الناس الصريح
إنه بالحزم
47
في الرأي، اعتصم
48
لا تلمني إن أكن فيها أهيم
49
ما على الهائم
50
فيها من ملام
فهي مهد الضاد
51
من عهد قديم
وبنو الضاد هم القوم الكرام
قسما بالله، والذكر
52
الحكيم
ما لمثلي في سواها من هيام
وهب الله لي القلب السليم
في هواها، واصطفاني للسلام
وحباني
53
وبني الضاد النعم
أنا مذ أولعت
54
فيها ذو هوى
لم تصب
55
مني ولا منه الهموم
غير أني لم أكن ممن غوى
56
فيه، أو ممن هواه لا يدوم
والهوى يخلق في النفس قوى
يستمد القلب منها ما يروم
لا رمى الله محبا بنوى
57
ما المحب الصادق الحب ظلوم
إنما الظالم من خان الذمم
58
لم أكن في غيرها ذا شغف
59
ولقلبي وحده كان الغرام
وبحسبي
60
في رباها كلفي
61
ولو اني، دون غيري، في سقام
إن تسل، أو لا تسل عن دنفي
62
في هواها، فهو لي نعم المرام
ومباح في هواها تلفي
وسواه، تلفي فيه حرام
لا براني
63
في سوى الحب السقم
64
هي روحي، ولها مني الفؤاد
وحياتي ولها الصدر الرحيب
65
ليس لي في غيرها اليوم مراد
لا، ولا في نشئه الجم
66
حبيب
فسواها لم يكن فيه وداد
أرتجيه أو يرجيه أديب
كل شيء ما عداها في نفاد
67
ولو ان الأمر فيها «للغريب»
وعليها جرد
68 «الغرب» النقم
69
لذ لي في ذكرها شعري، وفي
نشئها العامل في مجد الجدود
أنا ما لي في سواها من وفي
أنظم الشعر به نظم العقود
ما سوى ابن العرب بالخل الصفي
ليست الخلة
70
إلا في الودود
وفلسطين - ولما تشغف
71
بسوى الإسعاد - عنوان السعود
وعلى السعد بها الإخلاص نم
72
فدعاني
73
أنظم الشعر الجميل
في ذويها، فأنا فيهم طروب
وقريضي
74
وله في كل جيل
شأنه - لم تهوه إلا القلوب
وأولاء القوم، والمجد الأثيل
مجدهم، لم ألف
75
فيهم من كذوب
خلقوا للحرب، والله كفيل
لهمو بالنصر، في كل الحروب
والذي ينصر فيها، لم يضم
76
واتركاني أكبر
77
اليوم الشباب
78
من بنيها الصيد
79
والشيب
80
العظام
إنهم قومي، ومن خير الصحاب
وصحابي ليس فيهم من نيام
هم إذا ما قامت الحرب غضاب
81
ولمن يغضب في الحرب المرام
عرفوا الحق، ففازوا بالصواب
في فلسطين - وفي كل الشآم
وأولو
82
الحق همو أهل العصم
83
في فلسطين قصيدي
ليس بالممتهن
84
صغته صوغ العقود
خدمة للوطن
وقصيدي منذ كان
ذو حكم
85
النظرة الثانية
في فلسطين، بلادي
أمة ذات ثبات
لا ترى غير الجهاد
في سبيل المكرمات
وسبيل المغرمين
بالكرم
عرب موفون
86
أبناء الديار
والوفا كل الوفا، في العرب
ليس فيهم غير من يحمي الذمار
87
باللدان
88
السمر
89
أو بالقضب
90
سبة
91
عندهم الجبن، وعار
والرضا بالجبن موت أدبي
أنا لم أعهد عليهم من صغار
92
في فلسطين، ولا من كذب
إنما أعهد في العرب الشمم
93
لم يكن في الأرض من إنس وجان
أحد كالعرب في تلك الربوع
ليس فيهم من خنوع
94
أو هوان
إنما في غيرهم كل الخنوع
هجعوا إلا عن الحرب العوان
95
فحرام حينئذ ذاك الهجوع
قصب
96
السبق لهم يوم الرهان
97
وليوم السبق في العرب ولوع
كلما ابن العرب في السبق نجم
98
علموا ابن الغرب ما لم يعلم
علموه الجد
99
في نيل الأرب
فرقى، والعلم أسمى سلم
ذروة
100
لم يبنها إلا العرب
هو لولا العرب، أشقى مجرم
ولمن يجرم سوء المنقلب
101
إنه لولاهمو، لم يسلم
في ربوع الغرب، من أيدي النوب
ولو ان الغرب عنه لم ينم
دوخوا
102
المغرب قبل المشرق
يوم كان الشأن شأن الخذم
103
إنهم من مشئم
104
أو معرق
105
في سبيل الحق أسمى الأمم
مثلهم في بأسهم
106
لم يخلق
من لدن
107
أن كان خلق الهمم
وسواهم بنده
108
لم يخفق
109
هل لمن لم يحكهم من علم؟
ما لغير العرب في الأفق علم
كل ذكرى، عندهم لم تكن
في سبيل الوطن الغالي، ضلال
والذي لا يعتني بالوطن
ما له منهم سوى شر النكال
110
ولمن يؤثر
111
حب الفتن
أو يود
112
الظلم خزي
113
ووبال
114
وكذا صفوة أهل الفطن
115
لا ترى غير الذي فيه الكمال
والذي ما كان إلا للعظم
116
أقسموا بالله ألا يظلموا
أحدا، والظلم مما لا يطاق
إنهم مذ خلقوا، لم يجرموا
إنما المجرم من يبغي الشقاق
المسيحي منهمو، والمسلم
في ولاء
117
في إخاء، في اتفاق
لم نجد بينهما ما يهدم
ما ابتناه في بني الضاد الوفاق
وابتنته في فلسطين الشيم
118
يكرمون الجار غير الغاصب
119
ليس للغاصب فيهم من جوار
ويلبون نداء الطالب
إن يك الطالب يحدوه
120
الوقار
ويقيلون
121
عثار
122
الصاحب
والنهى
123
فيمن يقيلون العثار
لم يكن قاصدهم بالخائب
خيبة
124
القاصد عند العرب عار
ولهم وحدهمو، كل الكرم
حسنات العرب، لا ينكرها
غير من ترغب
125
عنه الحسنات
لم يكن معرفة منكرها
126
منكرو كل جميل نكرات
وأحط الناس من يكفرها
كافروها كل ما فيهم هنات
127
وكريم النفس من يكبرها
128
ما لغير المكبرين المكرمات
مكبر
129
الإحسان والحسنى،
130
قثم
131
كرم الأخلاق فيهم محكم
132
وجمال الخلق في ابن الكرم
ليس فيهم منجد
133
أو متهم
134
مغرما في غير حسن الشيم
فسلوا الشرق المفدى عنهم
فهمو في الشرق أهل الذمم
أو سلوا الغرب إذا ما شئتم
فهو عن أخلاقهم غير عمي
135
ذاك إن لم تسألوا كل الأمم
إنهم في موقف الحرب، أسود
لم ترعهم
136
في فيافيها
137
الذئاب
ولكم للعرب في الحرب جهود
138
خلقت من أجلها الخيل العراب!
139
لم يجوروا، جور غربي لدود
140
ما لمن جار سوى سوء العذاب
إنما الجائر من خان العهود
فجفاه
141
الشيب منا، والشباب
فهوى
142
بالجفو
143
من طود
144
أشم
145
قل لمن قام يعادي
146
العربا
وبلادا، أنجبت خير
147
العرب:
أنت ما عديت إلا الحسبا
وعدو الله من عادى الحسب
جئت فيما جئت أمرا عجبا
ولكم في الخصم من أمر عجب
لا تكن في كل شر سببا
ومثير
148
الشر في الناس السبب
كل من يرمي إلى الشر يذم
أنت يا ابن الغرب لم ترع
149
الذمم
ومن الآداب رعي
150
الذمم
تضرم
151
البغي، وللبغي الضرم
بين من يبغون غير الضرم
فاتق الله، وإلا فالنقم
ستراها فيك تلو
152
النقم
فلكم جرت على أهل الكرم!
وأعز الناس رب الكرم
إن في راحته
153
البحر الخضم
154
ليس يدري من يخون الذمما
لفلسطين ولا يرعى الوداد
أن للأحرار فيها همما
سينالون بها كل مراد
لم يهابوا في الوغى
155
الموت وما
أعذب الموت لديهم في الجهاد
كم أراقوا في فلسطين دما
فاستتب
156
الأمن فيها والسداد
وبذين،
157
الأمر في العرب انتظم
158
سل عن الجرأة
159
فيهم من تريد
أو سل الهيجاء عما يفعلون
تنبئ الأحرار عنهم، والعبيد
بلسان الصدق والحرب الزبون
160
القديم الحق والحق الجديد
لأولاء العرب، والمجد المصون
إنما العرب صناديد
161
وصيد
أينما كانوا وما في العرب دون
162
من لدن عاد
163
ومن عهد إرم
164
أو سل التاريخ عنهم إن ترد
إنما التاريخ مرمى السائلين
فالفتى من يعرب لما يجد
قيد
165
شبر عن سبيل الصادقين
إن غير الصدق فيه لم يفد
ولو ان العهد عهد الكاذبين
جد حتى لم يضارعه
166
مجد
في الهدى من قبل خلق العالمين
والهدى في العرب من أوفى القسم
167
ما لحر يعربي
168
في مزاياه نظير
إنه لم يكذب
كذب غربي غرير
169
والألى لا يكذبون
في شمم
170
النظرة الثالثة
بحماة
171
الوطن
يستعز ابن الوطن
هم له في المحن
172
لا دجا
173
ليل المحن
وبهم لم يبق فيه
من ظلم
174
يا بني قومي، ويا أسد النزال
175
في فلسطين، ويا شعب القلوب
آزروا
176
الشرق وجدوا في النضال
177
عنه حيث الحرب فيه، والخطوب
إن أصل الحرب والحرب سجال
178
جنف
179
ابن الغرب في الشرق الغضوب
180
أدرك العرب به شر الوبال
فأثاروا
181 - ويثيرون - الحروب
قبل ما تقضي
182
على الشرق الإزم
183
ما صليل
184
البيض
185
والسمر
186
الرقاق
187
في دياجي
188
الحرب من أجل «النقود»
لا، ورب الأرض والسبع الطباق
189
والذي يأبى
190
على الخلق المرود
191
إنما ذلك من ضيق الخناق
192
ومن الغدر، ومن نقض العهود
قسما بالله ما هذا اختلاق
193
أنا ما لي في سوى الصدق جدود
194
ولعمري،
195
قسمي خير قسم
مزقوا من يبغضون الوطنا
ليس بالإنسان من يأبى الوطن
واهزموا
196
من يوقظون
197
الفتنا
فيه، إن الشر في أهل الفتن.
واضربوا الجائر فيكم علنا
لا يكون الضرب إلا في العلن
إنكم إما
198
فعلتم حسنا
فعل الله بكم كل حسن
فنراكم في نعيم منه، جم
199
واستقلوا
200
يا بني الضاد به
فهو للعرب، وللعرب البنود
201
وانبذوا
202
من لم يذد
203
عن شعبه
نبذ أهل الحزم
204
والعزم
205
الجمود
واجعلوا كل فتى من عربه
مطلق الرأي وفي غير قيود
واستميتوا
206
جهدكم في حبه
ما لمن مات به غير الخلود
والألى لم يخلدوا
207
فيه رمم
208
وارفعوا فوق الرءوس العلما
إن رمز العرب في الشرق العلم
وأذيقوا مبغضيه الألما
ما لمن يبغضه إلا الألم
واخلقوا
209
في العالمين الشمما
غيركم لم يستطع خلق الشمم
وابعثوا
210
في المشرقين الكرما
إنكم ما زلتمو، رسل الكرم
في بني الشرق، وفي كل الأمم
وانشروا العلم فللعلم شئون
وبنشر العلم نيل الأمل
وابتنوا
211
للغة الفصحى الحصون
212
قبل أن يأتي يوم الكسل
واعضدوا
213
الشرق فبالشرق يهون
كل ما ترجونه من عمل
وأسيئوا في بني الغرب الظنون
ما لكم في الغرب غير الفشل
إن حق العرب فيه، مهتضم
214
وأعيدوا ذكريات
215
الحازمين
فالهدى جد الهدى في الذكريات
وتغنوا بثبات العاملين
من بني أوطانكم، في الطيبات
فبنو أوطانكم في الغابرين
216
لم يسودوا الناس إلا بالثبات
واجعلوا آمالكم في الناشئين
217
إن همو لم يجمدوا؛ والناشئات
218
قبلما يدنو
219
من النشء الهرم
220
واهدموا السمسار
221
لا كان أبوه
قبل أن يقوى على هدم الديار
وافعلوا ما شئتمو أن تفعلوه
فيه حتى لا يرى غير البوار
222
إنه إن أنتمو لم تهدموه
يهدم المجد ولا يخشى الصغار
وجدير بكمو أن تصرعوه
223
فلكم بأس معد
224
ونزار
225
وهباء عندكم ذاك الصنم
226
واهجروا الجاسوس
227
لا نال مناه
ليس للجاسوس - ما عاش - ضمير
228
والفظوه
229
عنكمو لفظ النواه
ولكم في ذلك الخير الكثير
وإذا ما رمتمو، صفع
230
قفاه
فاصفعوه، فهو بالصفع جدير
أنا لم أحقر
231
من الناس سواه
إنه في نظري، وغد
232
حقير
لم يفرق بين بهم
233
وبهم
234
ذكروا الشرقين
235
فالشرقان ما
فيهما للعرب إلا الأوفياء
واذكروا ما الغرب فيكم أضرما
236
واشرحوا ما فعلته الدخلاء
عل
237
نصر الله يأتي منهما
لكمو، رغم أولاء الأشقياء
فهما لا يرضيان المؤلما
لفلسطين، ولا ذاك الشقاء
لا دنا
238
منها ولا منا الألم
لا قضى الله لبانات
239
العدى
والألى خاب بهم كل أمل
إننا لم نلف
240
فيهم من هدى
يدفع الضل
241
إذا ما الضل حل
آثروا الخلف
242
وبالخلف الردى
243
وأحبوا الشر، في غير خجل
فلنك اليوم عليهم، أو غدا
فالجزاء العدل من جنس العمل
ولنمزق منهمو كل الإرم
244
إنهم قوم فساد
وعناد، وشغب
245
ليس فيهم من وداد
كوداد ابن العرب
موئل
246
الخلق الحميد
والشيم
النظرة الرابعة
إن تسل يا غرب عنا
في الوغى، أو لا تسل
فلنا الحرب، وإنا
لم نكن فيها نمل
247
إنما فيك الملال
248
والسأم
نحن جند الحق مذ كان الوجود
في فلسطين، وفي كل بلد
نؤثر
249
الصدق وبالنفس نجود
في سبيل القرب من أهل الرشد
250
وعن الأوطان بالبيض نذود
251
غير هيابين من فيها استبد
ولها نعمل في غير مرود
ليس منا من على البطل
252
مرد
253
ولو ان الغرب في العرب احتكم
254
ويل
255
من ينفث
256
في الشيب السموم
في بني الشرق، وللشيب الشباب
إنه باغ، وبالبغي ملوم
وعليه الله والعرب غضاب
ولكم في الغرب من باغ غشوم
257
ولو ان الغرب من أهل الكتاب
ولسوف الشرق يودي
258
بالظلوم
ويريه كيف يأتيه العذاب
إن رب الظلم، أولى بالشجم
259
ولئن هم مزقوا منا الشباب
بينما لم يك فيهم ما يحيف
260
فسنرميهم بحرب، وحراب
261
لم تدع منهم سوى المرء الضعيف
ونريهم كيف تمزيق الرقاب
يوم نغري كل مغوار
262
حصيف
263
وخليق
264
بهم ذاك العقاب
إنهم من عالم غير شريف
لا يدس السم إلا في الدسم
265
يا لهول الغرب، إن هبت حروب
من بني الضاد، وللحرب ضرام
266
إنها تقضي
267
عليه أو يئوب
268
كل من فيه إلى نشر الوئام
269
وإذا ما اجتاحت
270
الغرب الخطوب
أشرف
271
الغرب على الموت الزؤام
272
فيحوط
273
الله بالنصر الشعوب
من فلسطين، إلى دار السلام
274
إن نصر الله إما
275
جاء، عم
276
يا بني الغرب أفيقوا، إننا
عرب، والبأس في العرب شديد
لم ندع في دارنا أعداءنا
إن منهم كل شيطان مريد
277
عرف الغرب لنا إقدامنا
278
فسلوه، إنه غير بعيد
كل من يحرمنا أوطاننا
ما له منا سوى نار الوعيد
ولتلك النار في الكون ضرم
279
أبرقوا
280
أو أرعدوا
281
ما شئتم
لم تنل
282
منا بروق أو رعود
إننا لم نخش يوما منكم
أوتخشى في بني الضاد الأسود؟
نحن سدناكم، ولما تعلموا
كل من يخشى من الله، يسود
ولسوف الأسد لا تبقيكم
في مساريها
283
فما الأسد رقود
أعين الأسد لها فتح وضم
وإذا ما خنتم
لفلسطين العهود
وعليها جرتم
ونكثتم
284
في الوعود
فقريبا تصبحون
في عدم
النظرة الخامسة
يا فلسطين أعيدي
لبنيك الذكريات
ولك اليوم جهودي
كلها حتى الممات
والأماني
285
في الجهود
والهمم
يا فلسطين، ومنك العرب
أنت رغم الدهر، قلب العرب
في بنيك الأكرمين الأدب
وسراة
286
الناس أهل الأدب
غرس الأخلاق فيك الحسب
وكفى ابن الضاد غرس الحسب
وإذا ما كان يوما شغب
فيك، فابن الغرب أصل الشغب
إنه خطب، وفي الشرق ألم
287
بلدي أنت، وحسبي بلدي
فيك مجدي، وفدى المجد الفؤاد
ليس تحت الشمس لي من سند
غيرك اليوم، ولا يوم التناد
288
أنت قلبي، ولساني، ويدي
وعتادي
289
من لدن كان العتاد
فيك غير الحق لما يسد
وإن الباطل في غيرك ساد
ومن الحق الذي فيك الكرم
أنت ما كنت لغربي لدود
290
بلدا، والغرب فيه البلد
أنت للعرب، وللعرب شهود
لم يكن يطعن فيهم أحد
أمتع
291
الله بهم هذا الوجود
فلهم فيه على الخلق يد
292
أمة لم يك فيها من حسود
إنما ابن الغرب فيه الحسد
ولكم بالحسد الغرب احتزم!
293
أفهمي الدهر ولو لم يفهم
أن فيك العرب أصحاب اليد
294
أفهميه بمضاء
295
اللهذم
296
قبل أن يهدم صرح
297
السؤدد
298
واحذري أن تفهميه بالفم
لا يصد
299
القول بغي المعتدي
إنما الجد بإنهار
300
الدم
خير ما يخنى
301
عليه في غد
ليس يبقى البغي إما
302
سال دم
واستفزي
303
عرب نجد والشآم
وبني مصر وأبناء العراق
إنهم من قبل واليوم كرام
وكرام العرب للعرب رفاق
بلغوا في المجد غايات المرام
بينما مجد سواهم غير باق
مجدهم إذ نبتوا من عهد سام
304
في ربوع الشرق، ممتد الرواق
305
ولمن يمجد
306
في العرب ذمم
307
هم أساة
308
الشرق من أيام نوح
رغم من في الغرب من قاص
309
ودان
ضمدوا
310
الشرق وفي الشرق جروح
كان فيها لبني الغرب يدان
311
وأعادوا فيه للضاد الصروح
بعدما أودت
312
بها أيدي الزمان
ما لهذا الشرق والشرق طموح
313
للمعالي، بسوى ابن العرب شان
ولو ان الخطب في العرب ادلهم
314
واستحثي
315
للجهاد اليمنا
مغرس
316
الأقدام في الأرض اليمن
إنه كان لقومي وطنا
والوداد الحق في ذاك الوطن
أنا ما ألفيت فيه ضغنا
317
ليس لابن اليمن الحر الضغن
عود الله بنيه المننا
318
ولكم لله فيهم من منن
دونها في كثرها
319
صوب
320
الديم
321
ما ترى من خائن، أو خاسر
فيه، أو من أجنبي؛ أو دخيل
لا، ولا في نشئه من ماكر
ما لذاك النشء في الخلق مثيل
بلد كان له في الغابر
322
ما له اليوم من الفضل الجزيل
323
فاستحثيه بقلب طاهر
تبلغي ما يرتجيه كل جيل
324
من حياة لم تكن ذات سدم
325
وأثيري
326
المغرب الأقصى على
من أثار الظلم في أرض المعاد
327
إنه لما يزل مستبسلا
328
في سبيل الله من أيام عاد
رغم من لا يألف الحسنى
329
ولا
يؤثر العدل ولا يهوى السداد
ليس في المغرب إلا ذو ولا
330
للذي يرغب
331
فيه، ووداد
إنما المغرب بالود
332
اتسم
333
أترى هل في بني الضاد يدوم
جنف
334
الغرب وجور الغرباء؟
335
لا؛ فإن الظلم والمرء الظلوم
ليس من شأنهما طول البقاء
وإذا ما كان في الغرب خصوم
لبني العرب؛ وفي الخصم العداء
336
فبنو العرب - وما فيهم وصوم
337 -
بيد الله؛ وفي الله الرجاء
إنه سبحانه باري
338
النسم
339
فطر
340
الغرب على
ظلمه، في ابن العرب
حيث لا عدل، ولا
دين فيه، أو أدب
لا رعى
341
الله الظلوم
ما
342
ظلم
النظرة السادسة
لفلسطين دعائي
ومن القلب
343
الدعاء
ولها كل وفائي
وأنا رب الوفاء
فلنا فيها «البراق»
344
و«الحرم»
رب هيئ لفلسطين، النجاح
فلأنت المحسن، البر
345
الرءوف
واجعل الإصلاح فيها والصلاح
إن في هذين توحيد الصفوف
وسق
346
الخير إليها والفلاح
علها
347
تجتاز
348
أدوار الحتوف
349
فنراها في سرور وانشراح
رغم أنف الدهر أو أنف الصروف
350
ونرى العرب بها خير الأمم
أنا لا أبغي
351
سواها
وسوى الشعب الكريم
352
كل قصدي أن أراها
وأراه، في نعيم
تسكن
353
النفس إليه
ونعم
النظرة السابعة
تلك آياتي التي
لم يصغها الأولون
آثرتها أمتي
وبنوها الأكرمون
إنها وحي الضمير
354
والقلم «نظراتي» صغتها شعرا، وهل
لسوى التاريخ تلك النظرات؟!
وقريض الشعر من بحر الرمل
355
خير ما تنظم فيه النفثات
356
وكفاني أن شعري مرتجل
وله في كل مصر ذكريات
ذاك مما فيه إحياء الأمل
في فلسطين، وكل الكائنات
لي، وللعامل في نظم الحكم
ذاك ما ألهمته في وطني
عن هوى حق، وعن قلب سليم
صغته للعربي الفطن
357
من بني قومي، وللحر الكريم
ونظيمي
358
الفذ
359
غالي الثمن
وبحسبي أنني رب النظيم
لم يضارعني
360
به في زمني
شاعر، والشعر شعري من قديم
ولما فيه من الدر، قيم
361
إن شعري قلته
حسبما أوحي إلي
وارتجالا صغته
فهو مني، وعلي
ولشعري منشدوه
منذ «تم»
362
أبو الإقبال اليعقوبي
نامعلوم صفحہ