الأصبهاني، والمنطق والجدل على القرافي، وحضر على السيف الحنفي (الإرشاد) للعميري حتى ختمه ولم يتكلم بكلمة، فلما أعادوا قراءته فأول ما قرر به السيف الحنفي كلام المصنف. قال الشيخ أبو إسحاق: عندي تقريركم لهذا الموضع بغير هذا، فطلب منه تقريره فقرره ثم أحضر لهم غدًا تقييدًا قيده على الشيخ في المرة الأولى فأمر الشيخ بقراءته، فقرئ عليه حتى ختم واستحسنه كلّ من حضر، وهو الشرح الآن الموجود بين الناس ينسبه بعضهم للسيف، وتوفي ﵀ بتلمسان -كذا وجدت هذه الترجمة في بعض المجاميع.
قلت: وذكره الشيخ أبو عبد اللَّه العبدري الحاجي في رحلته فقال: كان الشيخ أبو إسحاق التنسي وأخوه فقيهين مشاركين في العلم مع مروءة تامة ودين متين، وأبو إسحاق أسنّهما وأسناهما وهو ذو صلاح وخير، وكان شيخنا الزين بن المنير -حفظه اللَّه- يثني عليه خيرًا كثيرًا. وسألني عن الغرب فذكرت له قلة رغبة أهله في العلم فقال لي بلاد فيها مثل أبي إسحاق التنسي ما خلت من العلم، ولقيتهما بمصر وكان أبو الحسن لم يحج فحج معنا، فلقيت منه خيرًا فاضلًا. لازم شيخنا أبا الفتح بن دقيق العيد بمصر مدة وأخذ عنه كثيرًا- اهـ ملخصًا (١).
٧ - إبراهيم بن عبد الكريم أبو إسحاق
كان فقيهًا مدرسًا بمكناسة الزيتون، يقرر أقوال الأئمة وكلام الناس والمختصرين ويعلم الصبيان، توفي بعد سبعة عشر وسبعمائة.
٨ - إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي العاص التنوخي الأندلسي أبو إسحاق (٢).
علامة الأولياء بالأندلس في وقته، المجمع على فضله وزهده وعلو
_________
(١) الرحلة المغربية ١٣.
(٢) ذكره ابن الخطيب في الكتيبة الكامنة ص ٣٢ ضمن الصوفية الصالحين. انظر ترجمته في: الإحاطة ١: ٣٨٢، وبغية الوعاة ١٨٥. وترجم له ابن الخطيب في عائد الصلة، وصاحب درة الحجال: ١: ١٧٩.
1 / 39