سمع من أبي محمد بن عتاب وأبي عبد اللَّه بن حمدين، وأبي الحسن بن بقي وأبي عبد اللَّه بن الحاج، وأبي عمر ميمون بن يس، وأخذ عنه الصحيحين وكان يعلو فيهما، وله أيضًا رواية عن أبي الحسن سليمان بن أبي زيد، وأبي بكر بن عبد العزيز وأبي عبد اللَّه بن أبي الخصال، غلب عليه الأدب وعلم الفرائض، وله في ذلك أرجوزة رويت عنه، وولي القضاء بموضعه وتوفي سنة نيف وسبعين وخمسمائة، ومولده بعد ثمان وثمانين وأربعمائة، ذكر هذا ابن الآبار.
ابن فرقد الاشبيلي (١)، قال ابن الخطيب في "الإحاطة في تاريخ غرناطة" كان متفننًا في معارف، محدثًا راويًا عدلًا فقيهًا حافظًا، شاعرًا كاتبًا بارعًا، حسق الأخلاق، وطيء الأكناف جميل المشاركة، كتب بخطه كثيرًا من الكتب، من أصح الناس كتبًا وأتقنهم ضبطًا وتقييدًا، لا تكاد تلقى خللًا فيما صححه، رؤوفًا شديد الحنان على الضعفاء واليتامى، صلبًا في ذات اللَّه تعالى، يعقد الشروط محتسبًا لا يقبل عليها ثوابًا.
تلا بالسبع على أبي عمران موسى بن أبي موسى، وحدّث عن ابن بقي وأبي محمد بن عتاب، وتفقه بابن الحاج وابن حميد، وأجازه أبو الاصبغ بن مناصف وابن قزمان وابن طريف، وأخذ عنه جماعة. ألف برنامجًا مقنعًا في شيوخه وكيفية أخذه عنهم، ورجزًا في الفرائض مشهورًا، ورسائل كثيرة وغيرها، ومولده سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وتوفي ثامن عشر المحرم عام اثنين وسبعين وخمسمائة.
٤ - إبراهيم بن أحمد بن الخطيب (٢).
الفقيه الجليل النبيل الفاضل المتفنن أبو إسحاق، من أفاضل الحذاق ومن له الذهن الثاقب على الإطلاق، وله علم بالفقه وأصوله وأصول الدين، والنحو والمنطق والحكمة والتصوف، أنبه الطلبة مليح النظم أحسن الناس
_________
(١) هو إبراهيم بن خلف المتقدم.
(٢) انظر عنوان الدراية ٢٣١، ودرة الحجال ١: ١٩٣.
1 / 36