التي أشار إليها الوزان المتوفى قبل ولادة المترجم له بست سنوات، قد استقرت في خزائنهم.
وفي البيئة المغربية صادفت وجود الرجل هناك فترة مزدهرة من حياة الدولة السعدية، إذ تزامن وجوده مع عصر المنصور الذهبي ٩٨٦ هـ - ١٠١٢ هـ وهو العصر الذي حظي من المنصور بدعم خاص للجهود العلمية، وتنافس العلماء أثناءه في التأليف، حتى ألفت برسم خزانته مئات الكتب وألفت عن حياته كتب منها: "المنتقى المقصور" لابن القاضي، و"المدود والمقصور" لابن عيسى، و"مناهل الصفا" للفشتالي (١).
وقد جاء التنبكتي إلى هذه البيئة وعمره يناهز الأربعين سنة فأسهم فيها بالتأليف والتعليم والإفتاء كما تقدم، وكان أستاذًا لجماعة من علمائها المشاهير من أمثال ابن القاضي صاحب "جذوة الاقتباس" (٢) ومحمد بن يعقوب صاحب فهرسة أشاد فيها بفهم التنبكتي وحسن تصنيفه (٣)، وأحمد المقري صاحب روضة الآس (٤) والقاضي أبو النعيم الغساني والمفتي الشيخ الرجراجي وغيرهم وهم كثر.
مؤلفاته:
أكثر التنبكتي من التأليف حتى قال تلميذه محمد بن يعقوب: "كان أخونا أحمد بابا. . . مطبوعًا على التأليف" (٥) وكانت مؤلفاته موزعة بين الفقه والتراجم
_________
(١) انظر مقدمة روضة الآس، والنبوغ المغربي لعبد اللَّه كنون ج ١ ص ٢٤٩ - ٢٧٦.
(٢) ذكره التنبكتي ضمن من أخذ عنه في كتابه كفاية المحتاج وانظر نص ذلك في خلاصة الأثر ج ١ ص ١٧٢.
(٣) خلاصة الأثر ج ١ ص ١٧١.
(٤) انظر روضة الآس ٣٠٣.
(٥) خلاصة الأثر ج ١ ص ١٧١ وانظر أسماء مؤلفاته من المصدر نفسه وفي إيضاح المكون للبغدادي في مواضع متفرقة وفهارس دار الكتب المصرية والخزانة العامة والملكية بالرباط والتيمورية ٣/ ١٠، ٢/ ٢٧٣، ٣٦٥ ودائرة المعارف الإسلامية ورسالة محمد الزبير "أحمد بابا حياته وأعماله وشجرة النور الزكية" ص ٢٩٨.
1 / 18