405

نواهد الأبکار

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

ناشر

جامعة أم القرى

پبلشر کا مقام

كلية الدعوة وأصول الدين

(يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ) بدل من قوله (أَثَامًا)
ومراده بالبدل هنا أن الجملة الثانية - وهي قوله (إنما نحن مستهزؤون) - تحل محل قوله (إنا معكم) وتسد مسدها، وتغني عنها غناء البدل عن المبدل منه.
* * *
قوله: (والاستهزاء السخرية)
قال الإمام: حده أنه عبارة عن إظهار موافقة مع إبطان ما يجري مجرى السوء، على طريق السخرية (١).
الراغب: الاستهزاء طلب الهزء، والهزء مزح في خفية (٢).
قوله: (سمي جزاء الاستهزاء باسمه، كما سمي جزاء السيئة سيئة)
قال الشيخ سعد الدين: تسمية جزاء الشيء باسمه كثير في الكلام، إلا أنه مشكل من جهة المعنى.
وهو استعارة حيث أطلق الاستهزاء على ما يشبه صورته صورته، وهو مشاكلة (٣).
وقال الشريف: وجهه ما بين الفعل وجزائه من ملابسة قوية، ونوع سببية مع وجود المشاكلة المحسنة هاهنا (٤).
قوله: (أو ينزل بهم الحقارة والهوان)
قال الشيخ سعد الدين: يعني أنه مجاز عما هو بمنزلة الغاية للاستهزاء، فيكون من إطلاق السبب على المسبب نظرا إلى التصور، وبالعكس نظرا إلى الوجود (٥).
قال الشريف: فيكون من قبيل المجاز المرسل، لعلاقة السببية في التصور، والمسببية في الوجود.
والفائدة المخصوصة بهذا المجاز التنبيه على أن مذهبهم حقيق بأن يسخر منه، ويسخر بهم لأجله (٦).
قوله: (أو يعاملهم معاملة المستهزئ) إلى آخره

1 / 407