138

نواهد الأبکار

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

ناشر

جامعة أم القرى

پبلشر کا مقام

كلية الدعوة وأصول الدين

قوله: (واشتقاقه من أَلَهَ إلاهَةً وألوهة وألوهية: بمعنى عبد) قال أبو البقاء: فإلاه مصدر في موضع المفعول، أي المألوه، وهو المعبود (١). وفي الصحاح: أَلَهَ بالفتح إلاهة: أي عبد عبادة (٢). وقول المصنف: (إن الإلاه مشتق من أله إلاهة) أصوب من قول " الكشاف ": " إن أَلَهَ مشتق من الإلاه، كاستنوق، واستحجر، من الناقة والحجر " (٣)؛ لأنه - كما قال الشيخ سعد الدين -: أوفق للقواعد (٤)، وكما قال البلقيني: إنما يصار إلى الاشتقاق من اسم العين عند تعذر الاشتقاق من اسم المعنى، وهو المصدر، ولا تعذر هنا. قوله: (ومنه تأله) أي تنسك وتعبد (واستأله) أي استعبد من مادة أله، فهو أصوب من قول " الكشاف " كما تقدم. قوله: (وقيل: من أله: إذا تحيُّرَ). هذا بكسر اللام. في الصحاح: أله يأله ألها: أي تحير، وفي القاموس: أله كفرح تحَيَّرَ (٥). قوله: (وقيل: أصله لاه). قال ابن خروف: فيكون منقولا من لفظ متوهم، ودخلت الألف واللام، فيكون فَعْلًا، كباب وناب، على أنه مقلوب من وَلِهَ؛ لأن باب لَوَهَ ليس في الكلام، ولا لَيَهَ، وهو من قولهم: ولهت المرأة إذا ذهب عقلها لفقد حميمها، فالوله من العباد إليه تعالى، تعلق نفوسهم به، وذهاب عقولهم في النظر في مخلوقاته، وعظيم سلطانه (٦). قوله: (ويشهد له قول الشاعر: كحلفة من أبي رباح يشهدها لاهه الكبار) هو من قصيدة للأعشى ميمون بن قيس، أولها:

1 / 139