كان عمر بن عبد العزيز واقفا مع سليمان بن عبد الملك - أيام خلافته - فسمع صوت رعد؛ ففزع سليمان منه، ووضع صدره على مقدم رحله، فقال له عمر: هذا صوت رحمته، فكيف صوت عذابه؟!
عمر بن عبد العزيز والفتى الزاهد
دخل قوم على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرضه وفيهم شاب ذابل ناحل، فقال له عمر: يا فتى، ما بلغ بك ما أرى؟ قال: يا أمير المؤمنين، أمراض وأسقام. قال له عمر: لتصدقني؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، ذقت من حلاوة الدنيا فوجدتها مرة عواقبها، فاستوى عندي حجرها وذهبها، وكأني أنظر إلى عرش ربنا وإلى الناس يساقون إلى الجنة والنار؛ فأظمأت نهاري وأسهرت ليلي، وقليل كل ما أنا فيه في جنب ثواب الله وخوف عقابه.
عمر بن عبد العزيز والغلام
لما استخلف عمر بن عبد العزيز قدم عليه وفود أهل كل بلد، فتقدم إليه وفد أهل الحجاز فاشرأب منهم غلام للكلام، فقال عمر: يا غلام، ليتكلم من هو أسن منك. فقال الغلام: يا أمير المؤمنين، إنما المرء بأصغريه؛ قلبه، ولسانه، فإذا منح الله عبده لسانا لافظا، وقلبا حافظا؛ فقد أجاد له الاختيار، ولو أن الأمور بالسن لكان ها هنا من هو أحق بمجلسك منك. فقال عمر: صدقت، تكلم فهذا السحر الحلال. فقال: يا أمير المؤمنين، نحن وفد التهنئة لا وفد الترزئة، ولم يقدمنا إليك رغبة ولا رهبة؛ لأنا قد أمنا في أيامك ما خفنا، وأدركنا ما طلبنا. فسأل عمر عن سن الغلام، فقيل: عشر سنين. فعجب من فصاحته وقوة جنانه.
عمر بن عبد العزيز وخالد بن عبد الله
دخل خالد بن عبد الله المقري على عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة فقال: يا أمير المؤمنين، من تكون الخلافة قد زانته فأنت قد زنتها، ومن تكون شرفته فأنت قد شرفتها، كما قال الشاعر:
وإذا الدر زان حسن وجوه
كان للدر حسن وجهك زينا
فقال عمر: أعطي صاحبكم مقولا، ولم يعط معقولا.
نامعلوم صفحہ